إن حزب التحرير يتوجه إليكم بهذا النداء:
1 - مذكراً لكم بعزتكم وقوتكم يوم كنتم تستظلون بظل الخـلافة عندما كانت قائمةً، فكنتم بيضة القبَّان في العالم، يستجير بكم المظلومون ليس عامة الناس فحسب بل خاصتها وملوكها، يخـافكم العـدو ويحترمكم الصديق، تفتحون الفتوح وتنشرون العدل في ربوع العالم.
2 - وواضعاً إصبعكم على مواطن الذل والهوان في أجسامكم يوم زالت الخـلافة التي كانت تظلكم، استحوذ الكافر المسـتعـمر على مقـدراتكم، نهب خيراتِكم، وامتلك ثرواتِكم، ونصَّب عليكم عملاء يحفظون مصالحه لا مصالحكم، ويرعون شئون زبانيته لا شـئـونكم، فـصـرتم مطمعاً لكل طامع، وصارت بلادكم ميداناً لكل متصارع.
3 - ومبيناً لكم أن الكفار المستعمرين وعلى رأسهم أمريكا أضعف مما تظنون وأوهن بيتاً مما تتصورون، ومآزق أمريكا التي تقودهم، ودولة يهود ربيبتهم، شهود على ذلك، تنطق بهذا ملحمة الفلوجة في العراق، وملحمة جنين في فلسطين، هذا والمسلمون ليس لهم دولة تستنفرهم وتقاتل بهم في سبيل الله أعداءهم، فكيف لو انتظم أمرهم، وتوحد صفهم، وقادهم خليفتهم؟
4 - ومؤكداً لكم أنكم قادرون بإذن الله على هزيمة الكفار المستعمرين ويهود، فأنتم من أمة، خير أمة أخرجت للناس. إنكم أتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين، أجدادكم الخلفاء الراشدون والقادة المجاهدون، ولا زال الإسلام الذي حملوه، ونصرهم الله سبحانه به، لا زال بين أظهركم محفوظاً بحفظ الله وعنايته، لَم يصبه ولن يصيبه بإذن الله تبديل ولا تحريف. وقد وعد الله نصرَ من نصره، ووعدُه الحق، وهو ليس فقط للأنبياء بل كذلك للمؤمنين، وهو ليس في الآخـرة فحسب بالشهادة والرضوان والجنة، بل كذلك في الدنيا بأن تكون لكم الغلبة على عدوكم والفوزعليه والنصر والفتح المبين ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ )
5 - ثم إن حزب التحرير بينكم ومعكم وقد عاهد الله ورسوله والمؤمنين لَيستمرُّ في بذل الوسع، والعمل الجاد الـمُجِدُّ، مع الأمة ومن خلالها، في حمل الدعوة وطلب النصرة، لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخـلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسول اللهصلى الله عليه وسلم بعد هذا الملك الجبري بقوله صلوات الله وسلامه عليه: «... ثم تكون خلافةً على منهاج النبوة»، وكأنَّ الحزب يرى أنه قد آن أوانُها، وأن الزمان زمانُها، وإنه لمطمئن بتحقيق هذه البشرى على يديه فينال بذلك عز الدنيا والآخرة، وذلك الفضل العظيم.
ولحبه الخيرَ لكم بالتحرك معه لإقامة الخـلافة فتشاركوه هذا الفضلَ العظيم، فإن حزب التحرير يدعوكم، عامةَ الناس وأهلَ القوة، أن تلتحقوا بصفوفه منذ اليوم، وقبل أن يفوتكم ذلك اليوم المشهود. وطريق الالتحاق به ليست صعبةً ولا عسيرةً، فقط تحتاج قوةً من البصر والبصيرة، لتستدلوا بها على المكاتب الإعلامية للحزب ولشبابه وممثليه، ولا تخشوا عيون الدول وأزلامها، فهم أضعف من أن يردوا مؤمناً يطلب الخير، وأوهن من أن يعوقوا ساعياً إلى الحق جاداً في السير، فالأجر كبير، والفوز عظيم، والمشاركة في صنع الخـلافة تستحق أن تطوى إليها المسافة.
فسـارعـوا أيهـا المسـلمون، سـارعـوا يا أهـل القـوة، التحـقـوا بالـدعـوة والنصـرة، وسـارعـوا إلى إقـامـة الخـلافة مع الحـزب، لا أن تشـهـدوهـا منه فحسـب، والخـير والأجـر الذي تنـالـون في التحاقكم بالصفوف اليوم لا يدنو منه الخير والأجر في التحاقكم بالصفوف بعد اليـوم حـتى وإن كان في كلٍّ خـير ( لا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ).
من كتيب "نـداءٌ من حـزب التحـرير إلى الأمّـة الإسـلامية وبخـاصة أهـلُ القـوة فيها" الصادر يوم
الجمعة في 28 رجب 1426هـالموافق 02/09/2005م
ee
رأيك في الموضوع