أوردت صحيفة الصيحة أن أوضاعا مأساوية تعيشها مدينة لقاوة بولاية غرب كردفان هذه الأيام بعد أن شهدت أحداثا مؤسفة راح ضحيتها عدد من القتلى والجرحى ما أدى إلى نزوح الناس وترك منازلهم خالية خاصة بعد تجدد تداعيات وتيرة الأحداث مرة أخرى يوم الثلاثاء التي ضلعت في تأجيجها الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو كما قال بيان لجنة أمن الولاية.
واتهمت لجنة أمن ولاية غرب كردفان الحركة الشعبية جناح عبد العزيز الحلو بالضلوع في الصراع القائم بمدينة لقاوة، وأوضحت في بيان أن تجديد الأحداث في لقاوة يوم الثلاثاء ١٨/١٠/٢٠٢٢م يرجع إلى الحركة الشعبية من خلال تدوينها للمدينة بمدافع الهاون ١٢٠ ملم و٨٢ ملم بالإضافة إلى الدوشكات، الأمر الذي أدخل الرعب في نفوس الناس ونتج عنه ازدياد حركة النزوح. وأشارت في البيان ذاته أن تدخل الحركة الشعبية جناح الحلو في الصراع أجهض كل محاولات لجنة الأمن في عودة الحياة إلى طبيعتها، وأدانت سلوك هذه الحركة لعدم التزامها بوقف إطلاق النار المعلن.
وتحدث أهل مدينة لقاوة المنكوبة الفارون من الحروب والذين ظلوا يفترشون العراء وفقدوا كامل ممتلكاتهم، للصيحة عن المأساة التي يعيشونها خارج ديارهم والتي وصفوها بالمزرية في نوعها والتي لم يحدث مثلها منذ التسعينات وزمن التمرد الأول، وطالبوا في هذا الصدَّد حكومة المركز والمنظمات الإنسانية بالدعم اللازم من مواد الإيواء والغذاء والدواء والماء لمواجهة تحديات النزوح القسري والمحنة التي ألمت بهم حتى تنكشف الغمة.
لقد أصبحت المآسي في هذا البلد أمرا طبيعياً، أما الأمر غير الطبيعي فهو أن يمر شهر ولا تحدث مثل هذه الأحداث الدموية، فماذا نتوقع في ظل دولة هزيلة لا يهمها من أمر الناس غير جمع الضرائب منهم، أما رعاية شؤونهم والحفاظ عليهم وعلى ممتلكاتهم فليس في حساباتها مطلقا ولا يخطر حتى على بالها! فحكام هذه الدولة هم ممن وصفهم لنا رسول الله ﷺ في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ، وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ، وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ» نعم فهم ليسوا منا ونحن لسنا منهم. ولو وجد التمرد من يردعه ويؤدبه ما تجرأ على فعل هذه الأفاعيل وما كان يسدر في غيه.
أورد راديو دبنقا في السابق أن الحركة الشعبية لجنوب كردفان قالت إنها تحاصر مدينة كادقلي من ثلاثة اتجاهات بعد أن قامت وحدات من الحركة بقصف مطار كادقلي وتحطيم مدرجه، الأمر الذي أدى لإغلاق مطار كادقلي أمام الملاحة الجوية ليومين. وقال قمر دلمان المستشار الإعلامي لرئيس الحركة عبد العزيز الحلو لراديو دبنقا، إن قصف مطار كادقلي وتعطيل الملاحة الجوية فيه جاء بسبب أن كل عمليات القصف الجوي اليومية لمناطق جبال النوبة تنطلق من ذلك المطار، بالإضافة لعمليات التموين والنقل والإمداد، ومن جهة ثانية أكد دلمان وجود أكثر من 70 شخصاً فروا من مناطقهم.
وبحسب موقع الراكوبة، قال عبد العزيز الحلو متحديا حكومة المؤتمر آنذاك إنه لن يوقف القتال حتى يتم التوصل إلى اتفاق حول علمنة الدولة، والتحول الديمقراطي وقضايا جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. وقال غندور: "لن نتفاوض مع من يحمل السلاح". وأكد أمين الإعلام في المؤتمر الوطني الحاكم في السودان، آنذاك إبراهيم غندور، "إن ما قامت به الحركة الشعبية بقيادة الحلو، من جرم في حق الوطن والمواطنين في الولاية بقتل وتشريد الأسر والأبرياء في استهداف مباشر، يحتم أن يتم التعامل مع هذه المجموعة بما يليق من ردع قانوني". وستستمر جرائم هذا العميل طالما بقيت هذه الحكومات متسلطة علينا، وفي ظل غياب جنة المسلمين الذي يتقى به ويقاتل من ورائه، والذي يردع أمثال هذا المتمرد المجرم، وقد ضرب لنا قادة المسلمين أروع الأمثلة وسطروا أروع البطولات في الذود عن المسلمين وحرماتهم.
فهذا قائد المسلمين قتيبة عندما فتح مدينة بيكند وكانت تابعة لبخارى، صالحه أهل المدينة، فجعل عليهم والياً وترك فيها مجموعة من المسلمين لتعليم الناس الإسلام، فلما رحل عنهم نقضوا العهد وقتلوا الوالي، وجدعوا أنوف من كان بالمدينة من المسلمين ومثلوا بجثثهم، فلما وصلت الأخبار إلى قتيبة وكان محاصِراً لمدينة أخرى، ترك حصارها وعاد مسرعاً إلى بيكند وحاصرها شهراً وهدم سورها، فحاول أهل المدينة الصلح من جديد ولكنه أبى، فلا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، وأصر على فتحها بالسيف حتى تم له ذلك، فقتل المقاتلين وسبى الذرية وغنم الأموال، ليرتدع الكفار والخارجون عن مثلها فلا يعودوا لنقض ذمة المسلمين وعهدهم، وليعلموا أن قطرة دم واحدة من مسلم أعز وأغلى من كفار الأرض جميعاً. ومن المواقف الرائعة في هذا الفتح التأديبي، أن الذي ألّب على المسلمين وحرض أهل المدينة على نقض عهدهم، رجل كافر من أهل المدينة أعور العين، وقد وقع هذا الرجل أسيراً بيد المسلمين، فقال لقتيبة: "أنا أفتدي نفسي بخمسة آلاف ثوب حريري قيمتها ألف ألفٍ"، فأشار أمراء الجيش على قتيبة أن يقبل ذلك منه، فقال قتيبة: "لا والله، لا أروع بك مسلماً مرة أخرى"، ثم أمر به فضربت عنقه.
نعم هذه هي مواقف العزة التي افتقدناها في زمن الرويبضات. ولن تعود لهذه الأمة عزتها وكرامتها إلا من خلال دولة العزة؛ الخلافة على منهاج النبوة، فكونوا لها من العاملين.
* عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
رأيك في الموضوع