أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبيرغ الجمعة 1 نيسان/أبريل 2022م الموافق 29 شعبان 1443هـ، من الرياض التوصل إلى هدنة لمدة شهرين بوقف الأعمال القتالية بين أطراف النزاع في اليمن من أجل خلق أجواء تهيئ للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع، كما ورد في نص الهدنة الأممية، على أن يتم فتح مطار صنعاء وميناء الحديدة، وفتح المعابر والطرق حول تعز والمحافظات الأخرى لتسهيل تنقل الناس.
وقد سبق ذلك الإعلان، بيومين أن جمعت الرياض كل الأطراف اليمنية من أجل المشاورات للتوصل إلى اتفاق، ما عدا الحوثيين الذين رفضوا دعوة الرياض، إلا أن ممثليهم التقوا المبعوث الأممي في مسقط قبيل ذهابه إلى الرياض للمشاركة في المشاورات اليمنية.
ويبدو أن الأمر المؤثر في التوصل إلى تلك الهدنة هو التقدم الذي حدث في مفاوضات الملف النووي الإيراني، والذي يعطي إيران مكاسب اقتصادية مهمة، أبدى كيان يهود انزعاجه منها وفقا للجزيرة. وكان لا بد لإيران أن تقدم في المقابل تنازلا في التسوية اليمنية من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي للنزاع، الذي أنهك السعودية اقتصادياً وأمنياً وسياسياً، فقد أعلنت إيران في الأسبوع الماضي أن السعودية طلبت منها رسمياً التوسط للوصول إلى تسوية في اليمن.
وليس بعيداً عن ذلك أن الغرب بطرفيه الأمريكي والأوروبي قلق على تأمين مسار النفط والغاز الخليجي إلى أوروبا مع استمرار الحرب الأوكرانية، في الوقت الذي أعلنت فيه السعودية عجزها عن تأمين التمويل النفطي للغرب مع استهداف الحوثيين لمنشآتها النفطية وآخرها منشأة أرامكو في جدة.
وبهذا اقتنعت أمريكا وبريطانيا أنه آن الأوان للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع في اليمن سيتم على أساسها تقاسم السلطة بين أطراف النزاع على أساس الواقع السياسي والعسكري الحالي في البلاد.
وبهذا جمعت أمريكا وبريطانيا أدواتهما في الرياض، فتجمعوا زرافات ووحدانا دون خجل انصياعاً لأوامر الأسياد الغربيين، وقد خطب فيهم المبعوث الدولي والأمريكي بم هم فاعلون!
بينما اجتمع بجماعة شعار (الموت لأمريكا) في مسقط ليوافقوا على الهدنة الأممية دون تردد.
بينما لم تدفعهم معاناة اليمنيين طوال سبع سنوات من نزيف الدم والحصار والنزوح إلى المخيمات في الصحاري وتقطع السبل، كل ذلك لم يكن مؤثرا في القيادات المحلية لإيقاف الحرب، ولكن اليوم عندما خشي الغرب على تأمين مسار النفط والغاز وحاجته إليهما، وعندما تقاسم المصالح في الاتفاق النووي الإيراني، نفذت الأدوات اليمنية أوامره وأعلنت موافقتها على هدنته الأممية.
ونحن إذ نسعد بوقف الحرب العبثية بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد، نذكر أهل اليمن أن الحل المستدام للأزمة يكمن في إنزال أحكام الإسلام منزل التطبيق وليس في التقاسم المؤقت للنفوذ والسلطة والذي يمكن الغرب من تأمين ثروة البلاد لهم، بينما يتسول أهل البلاد على أبواب الغرب الكافر أن يمدهم بفتات مما يأخذه من بلادهم.
إن إقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة كفيل بحماية الثروة في البلاد وقبل ذلك حقن الدم المسفوك بين أبناء الأمة الواحدة وصون الأعراض والحقوق بما يرضي الله، وليس بما يرضي الغرب الكافر الطامع في البلاد والعباد بمساعدة أدواته المحلية المجتمعة في الرياض ومسقط.
يا أهل اليمن: إن طاعة الله في شهر الصيام لا تكتمل إلا بطاعته في سائر أوامره ونواهيه وأهمها إقامة شرعه وتطبيق أحكامه في كافة أنظمة الحياة، وطرد النفوذ الغربي من البلاد، قال تعالى: ﴿وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً﴾.
رأيك في الموضوع