أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات، يوم الأحد 26 نيسان/أبريل الماضي عن حالة الطوارئ وإقامة الإدارة الذاتية لجنوب اليمن، وأعلنت بي بي سي حينها أن ذلك تحد سافر للحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من السعودية.
وزاد هذا الإعلان من معاناة الناس في حياتهم اليومية، حيث تحولت عدن إلى ثكنات عسكرية وأغلقت الشوارع بمتاريس جديدة يقف خلفها جنود الطرفين، وسمع إطلاق النار، في عسكرة للحياة لم يجن منها أهل الجنوب أي طائل، بل زادت معاناتهم فوق ما يعانونه من أضرار الأمطار والسيول التي لم تجد لها مصارف عن المدينة، فطفحت في الشوارع مع ما جلبته من صخور وأتربة، وتضررت الكثير من المنازل التي غمرتها المياه ووحل الأمطار، علاوة على خسائر عدة في الأرواح، وأضرار مادية كبيرة، ولم يعنِ المجلس الانتقالي المسيطر على عدن نفسه بما يحدث في المدينة، بل زاد حياة الناس تعقيدا بنقاطه العسكرية في شوارع المدينة ومداخل الأحياء، وأما الحكومة (الشرعية) التابعة لعبد ربه هادي فهي والميت سواء بسواء، وأضيف إلى معاناة الناس في المحافظات الجنوبية الإعلان عن اكتشاف إصابات بفيروس كورونا المستجد في ظل وضع صحي مترد وغياب تام للخدمات، فاختلطت مخلفات الأمطار بمياه المجاري وطفحت المدينة في مستنقعات كبيرة أصبحت بؤرا للذباب والبعوض، وانتشرت أوبئة خطيرة في عدن حصدت أرواح الكثيرين في مشهد لافت، جعل الناس يلعنون الطرفين ويستغيثون بالله وحده.
هذا من الجانب المجتمعي لإعلان المجلس الانتقالي ما أسماه الإدارة الذاتية، وأضراره السلبية على حياة الناس بينما تنعم بروث الخيانة قياداتُه في أبو ظبي، وقياداتُ حكومة هادي في الرياض.
أما في الجانب السياسي فإن الإمارات تعمل من أجل تقويض اتفاق الرياض وتعمل على ألا تنعم السعودية بجنوب اليمن، فتقوم الإمارات بتحريك لقيطها المجلس الانتقالي ليظهر هو في واجهة الصراع، وكذلك تفعل السعودية من خلال سيطرتها على تحركات عبد ربه هادي، إذ تعمل لمد نفوذها في جنوب اليمن، حيث أدخلت قواتها إلى عدن والمهرة ووادي حضرموت وسقطرى وغيرها، وهما، أي السعودية والإمارات، في تنافس محتدم من أجل السيطرة ومد النفوذ خدمة لأسيادهم (أمريكا وبريطانيا).
ولم يمضِ أسبوع واحد حتى جاء المجلس الانتقالي هذا وأعلن تراجعه عن قراره للإدارة الذاتية وتمسكه باتفاق الرياض، الاتفاق الذي يدمج المجلس الانتقالي ضمن أجهزة حكومة عبد ربه، فيخلو الجو للرياض للسيطرة على الملف اليمني دون عراقيل. وواضح أن تراجع الانتقالي جاء تحت ضغط قوي من السعودية، إذ لا يملك الانتقالي والإمارات التي تقف خلفه إلا عرقلة المشروع السعودي الأمريكي ليس أكثر، مما يطيل أمد الصراع في اليمن، في الوقت الذي تحاول فيه الأمم المتحدة جمع الأطراف المتصارعة للوصول إلى حل نهائي مستغلةً جائحة كورونا، والوصول إلى حل سياسي في هذا التوقيت يخدم عملاء أمريكا (السعودية والحوثيين)، ولهذا تحرك الجانب الإنجليزي لعرقلة الخطة الأمريكية عن طريق تحريك المجلس الانتقالي محليا.
إن حل الأزمة اليمنية لن يتأتى في ظل هذا الصراع الدولي على اليمن، وفي ظل خيانة القيادات المحلية للبلاد والعباد ولرب العباد، بل يمكن حل الأزمة اليمنية بإنزال الأحكام الشرعية المتعلقة بها، ووضعها موضع التطبيق من خلال حكم إسلامي بشر بعودته نبي الأمة عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه أفضل الصلاة والتسليم قائلا: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ» رواه أحمد.
رأيك في الموضوع