▪ لقد باتت الذاكرة الذبابية، للأسف، سمة الكثيرين، إذ يتقلب موقفهم من تركيا أردوغان ودورها في سوريا، تماماً كتقلب فصول السنة.
▪ فيذمها، لأنها سلمت حلب (وهذا حق)، لكن سرعان ما يمدحها إن فتحت عملاً عسكرياً في سوريا، ظاهره الرحمة وباطنه من قبله العذاب.
▪ ثم ينفضح دورها بالعمل على تطبيق بنود سوتشي وفتح الطرق الدولية، وما يتطلبه ذلك من تدمير وتهجير ممنهجين، وذهاب كل المدن والقرى على جنبات الطريق (باعتراف تركي رسمي).
▪ ثم تأتي نقاط الخداع التركي تترى فيظن بها خيرا ويراها حاميا فلا تحميه، ومخلّصا فلا تنجيه وينكشف دورها بالمراقبة فقط لأي تحرك مخلص ضد طغمة أسد الإجرامية.
ويحتضنها النظام فلا اشتباك ولا عداوة.
▪ ثم تأتي موجات مسعورة ومتكررة من القصف والتهجير، لكسر إرادة الأمة، وإخضاعها للحل السياسي الذي تهندسه أمريكا، فيسارع أردوغان لتنفيس الاحتقان ويسارع البعض من جديد ليتأملوا خيراً بمن ينسق مع أعدائهم، من الصليبي الحاقد بوتين، إلى زميله في الإجرام روحاني إلى اتصالات وتواصل مع ترامب ورجالاته.
ولا يخلو الجو أحيانا من رشقات اختلاف هزلية عابرة للتعمية على الخيانة، لا تتعدى الاختلاف على بعض الرتوش، ما دامت تركيا تصرح بلا مواربة أو حياء، أنها تضغط على روسيا لتعود لحدود سوتشي لتشرعن لها ما سلّم قبله وأثناءه مع أن سوتشي لوحده طعنة قوية للثورة، ومحاولة لتصفية ما بقي منها.
في حين وبالتوازي تصدر تصريحات رسمية عن ارتفاع مستوى التنسيق والتبادل التجاري بين تركيا وروسيا إلى مستويات غير مسبوقة.
وكأننا نحن البضاعة!
▪ ثم تنتقل إلى مسرحيات القصف التركي للنظام، والتي لا تتعدى كونها رفعاً لأسهمه المتهاوية، ودفعاً للناس للتعلق من جديد بحباله المسمومة، بدل التعلق بحبل الله المتين الباقي وحده وطلب النصر والمدد منه.
▪ ولتحفيز الذاكرة قليلاً:
أين صارت مناطق خفض التصعيد السابقة (التي ضمنها الضامنون، التركي والروسي والإيراني) وأين صار أهلها؟!
ألم يسيطر عليها النظام ويهجّر أهلها إلى الشمال؟!
▪ أما آن لنا أن نبتعد عن التفكير العاطفي الذي يتعامل مع الحقائق الصارخة الصادمة بدروشة تفوق الوصف؟ ألا نشخص الواقع بجرأة ونتجرّع الدواء مهما كان مرّاً، إن أردنا نصراً وعزة وإن كان فيه خلاصنا؟!
▪ أما آن لنا أن ندرك أن أعداءنا، بمن فيهم الذين يزعمون صداقتنا، هم في حربنا سواء، ولكن بوجوه وتكتيكات وأساليب وأدوار مختلفة، كل حسب ما يخطط له، ويوزعه عليه سيده الأمريكي؟!
▪ آن لنا أن ننفض عنا نير النظام التركي ولنعلم أنّ ما حكّ جلدَنا مثلُ ظفرِنا. ولا يؤلم الجرح إلا من به ألم.
▪ من اعتز بغير الله ذل، ومن طلب النصر من عند غيره هُزِم، أما من قطع الحبال مع أعداء الله، ووصلها بحبل الله وحده، فاز وأفلح في الدنيا والآخرة.
فهلمَّ أيها المخلصون يا أهل الشام لنرسم خارطة طريق الخلاص بعيداً عمن ينسق مع المخابرات الدولية ووكيلتها التركية، والتي أوردتنا المهالك، والسير على هدى خلف قيادة سياسية مخلصة واعية ذات رؤية واضحة ومشروع مبلور من جنس عقيدتنا، تمتلك تصوراً كاملاً لكيفية إسقاط النظام وإقامة حكم الإسلام. المقومات موجودة والإمكانيات متاحة والهمم عالية، وعندنا عقيدة تصنع المعجزات.
▪ أعلنوا يا شباب الإسلام، التبرؤ من المجرمين والمنظومة الفصائلية، والانخراط الفوري مع المخلصين، ضمن كتائب ثورية مستقلة، ذاتية الدعم والقرار، لنكمل مشوار ثورتنا، ونتوج تضحيات شهدائنا بحكم الله في أرضه في ظلال دولة وجيش.
خلافة راشدة على منهاج النبوة تعزنا، وتصون أعراضنا، وتنتقم لدماء شهدائنا وأشلاء أطفالنا، ففيها الخير كله بإذن الله، ولمثل هذا الخير العظيم فليعمل العاملون.
بقلم: الأستاذ ناصر شيخ عبد الحي
رأيك في الموضوع