هاجمت حكومة هادي المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث وقالت إنه لم يعد نزيهاً ولا محايداً، جاء ذلك في تصريحات أطلقها ناطق الحكومة راجح بادي، صباح يوم الجمعة، حيث قال: "المبعوث الأممي مارتن غريفيث لم يعد نزيهاً ولا محايداً في أداء المهمة الموكلة إليه وفقاً للقرارات الدولية، وذلك عقب إحاطة غريفيث الأخيرة لمجلس الأمن الدولي"، واتهم بادي غريفيث بالانحراف عن مسار المهمة الموكلة إليه في اليمن وأضاف في تصريح لجريدة الشرق الأوسط "لم يعد يعمل على تطبيق قرارات مجلس الأمن والشرعية الدولية، ومن الواضح أنه انحرف بمسار مهمته الموكلة إليه في اليمن".
كما سبق ذلك انتقاد حكومة هادي لتصريحات السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون حيث شنع على المتهكمين من الانسحاب الأحادي الجانب الذي قام به الحوثيون في موانئ الحديدة حيث وصفته حكومة هادي بالمسرحية وأنه التسليم نفسه الذي تم في 2018م في عهد المراقب الأممي السابق باتريك كاميرت الذي استقال بعد ذلك حيث تم التسليم من الحوثيين لقوات موالية لهم من خفر السواحل اليمنية، وقد عاد السفير البريطاني لدى اليمن مايكل آرون واعتذر عما أثارته تغريدته بشأن إعلان الحوثيين انسحابهم من موانئ الحديدة من موجة استياء كبيرة لدى حكومة هادي ومناصريها. وأكد السفير في حديث لصحيفة الشرق الأوسط أن موقف بلاده بالنسبة للحوثيين واضح، وقال نحن نعترف بالحكومة الشرعية ونساعد أهدافها، وأهداف التحالف، ونحن مع التحالف في الرباعية وموقف بريطانيا ليس محل شك مع الشرعية، لكن نريد السلام وإحراز تقدم ومساعدة جهود الأمم المتحدة، ولذلك إذا رأى بعض اليمنيين أنني مع الحوثيين هذا وهمٌ وغير صحيح. وقال السفير البريطاني، كنا ننتظر تنفيذ المرحلة الأولى منذ وقت طويل ولم يكن هناك اتفاق من الجانبين... البعض يطالب بعمل المرحلتين في الوقت نفسه، أو أن ننتظر بين المرحلتين، أو نحل مشكلة القوات المحلية الأمنية إلى آخره... وكان في كل لحظة هناك مشكلة من طرف أو طرف آخر لبدء المرحلة الأولى. وأضاف، لذلك الحوثيون قالوا نحن جاهزون لأن نعمل ذلك من دون الجانب الثاني، وهذا كان طلب الدول الرباعية قبل أسبوعين بانسحاب الحوثيين من الموانئ الثلاثة، حيث إن الحوثيين يعملون ذلك الآن... هذا شيء إيجابي ولا أفهم لماذا البعض ضد ذلك. وشدد السفير البريطاني على أن كل ما يحصل هو جزء من تنفيذ المرحلة الأولى التي تقضي أن تبتعد القوات 5 كيلومترات من الموانئ وإذا لم ينسحبوا فإنهم لم ينفذوا المرحلة الأولى... بالنسبة للمراقبة في المرحلة الأولى لا بد أن تكون ثلاثية من جميع الأطراف، لكن في هذه العملية فالحوثيون والأمم المتحدة موجودون، وبعد تنفيذ المرحلة الأولى ستكون المراقبة ثلاثية... هذه بداية... كيف يمكن السير للأمام إذا الطرفان وقفا على الأرض دون عمل أي شيء، مضيفاً "أن الأمم المتحدة ستتولى الإشراف على الأرض... ومؤسسة موانئ البحر الأحمر وهي مؤسسة الحكومة اليمنية سوف تنظم الموانئ والجمارك، وكل الإيرادات من الموانئ ستذهب للبنك المركزي في الحديدة لدفع مرتبات الموظفين في الحديدة ومحافظات أخرى".
إنه من الواضح أن الأمم المتحدة تقف إلى جانب الحوثيين خاصة أن أمريكا هي الدولة المؤثرة فيها، أما بريطانيا فهي مجبرة على مسايرة أمريكا في خططها وإن كانت تزرع لها الفخاخ وتعمل لعرقلة الحل في اليمن كلما سنحت لها الفرصة. إن هادي وحكومته أو دولة الإمارات والقوات التابعة لها هم عملاء بريطانيا، ومع ذلك فقد ظهرت مواقفهم ضعيفة بينما رجحت كفة الحوثيين الذين تسعى أمريكا لجعلهم شركاء في حكم اليمن وعن طريقهم أزاحت وزحزحت نفوذ بريطانيا في اليمن الذي كانت جذوره عميقة لعقود، ومع أن هادي وقواته قد أصبحوا تحت ضغوط السعودية ورحمتها في فنادقها في الرياض تتخذ منهم ورقة لتمرير مصالح أمريكا فقد جعلت بريطانيا دور الإمارات على الأرض في اليمن هو أن توجد بديلا لهذه الشرعية المهترئة حال فشلها في تحقيق أي انتصار على الحوثيين أو عدم قدرتها على تحريك الجبهات المجمدة منذ سنين خاصة منها جبهة مأرب ونهم باتجاه صنعاء والكثير من الجبهات ضد الحوثيين، والتي تضغط أمريكا عن طريق السعودية لإيقافها، وتعمل بريطانيا عن طريق الإمارات وجناح طارق عفاش والقوات الجنوبية التي أعدتها لتفادي ذلك حيث تعلم أن هادي قد أصبح مرتهنا عند السعودية في كثير من قراراته وتحت رحمة ضغوطها.
إن هذه الأطراف المتصارعة في اليمن قد جلبت الحروب والأزمات على اليمن وأهله، فهي أطراف لا يهمهما إلا تحقيق مصالح أسيادها والحصول على نصيب من كعكة الحكم ولو على حساب حياة أهل اليمن ودمائهم.
يا أهل اليمن: لقد آن الأوان لتدركوا حقيقة المتصارعين العملاء في بلادكم، وأن تدركوا حقيقة الأمم المتحدة وحلولها الاستعمارية التي تسعى للسيطرة على البلاد ووارداتها بينما تسلمها هذه الأطراف المتصارعة القياد لتقودها إلى الهاوية وغضب الله، وذلك ببيع البلاد والعباد وجعل اليمن تحت رحمة المستعمرين المجرمين وهذا هو الانتحار السياسي بعينه إذ المنتصر في هذه الحروب والصراعات إنما هو الغرب الكافر المستعمر والخاسر حتماً هم أهل اليمن الذين تسيل دماؤهم ويعيشون حياة الضنك والشقاء.
لقد آن الأوان يا أهلنا في اليمن ونحن في هذا الشهر المبارك شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن وفتحت فيه الأمصار والبلدان، أن نرفض الحلول الأممية الاستعمارية ونأخذ على أيدي المتصارعين السفهاء ونسعى للعمل لتحكيم شرع الله بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، فتلك فروض يجب المبادرة إليها دون تأخير، فسارعوا إلى ما يرضي ربكم، ويغيظ عدوكم، ويحقق لكم العزة والكرامة والعيش الرغيد.
بقلم: الأستاذ عبد المؤمن الزيلعي
رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن
رأيك في الموضوع