(مترجم)
كانت السيارة التي يقودها النازي الجديد (جيمس أليكس فيلدز) قد هاجمت حشداً من المتظاهرين المعارضين خلال تجمع "الاتحاد اليميني" الخاص بالمجموعات القومية اليمينية وغيرها من الجماعات اليمينية في بلدة (شارلوتسفيل) بولاية فرجينيا في 12 من آب/أغسطس 2017. وأسفر الهجوم عن مقتل امرأة تبلغ من العمر 32 عاماً وتدعى (هيذر د. هيير)، وأصيب 19 آخرون. وأعلن أن ما لا يقل عن 34 شخصا في المحصلة قد أصيبوا بجراح خلال يومين من العنف، وأعلن حاكم فرجينيا حالة الطوارئ في (شارلوتسفيل). بدأت مسيرة اليمين المتطرف مساء اليوم السابق بالتزامن مع مسيرة كانت في الجامعة المحلية ضمت مئات المتطرفين يحملون المشاعل والتي ترمز للعنف والعنصرية من قبل (كلو كلوكس كلان) الذي يمكنه أن يرهب السود ويضرم النار بمنازلهم. وقد تجمع المتظاهرون المعارضون في اليوم التالي حيث "المتحدون اليمينيون" كانوا يتظاهرون ضد خطة لإزالة تمثال الجنرال (لي) من حديقة المدينة. وكان الجنرال لي قائد الكونفدرالية خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وهو الذي أنهى العبودية رسمياً في أمريكا بعد هزيمة الكونفدرالية في عام 1865م. ويجدر ملاحظة النقاط التالية:
• لم تتم تسوية قضية العِرق في أمريكا، على الرغم من مرور 150 عاما منذ إلغاء الرق، إلا أنه لا يزال الناس السود في أمريكا يعيشون تحت تهديد العنف العنصري. فهم يقتلون بأعداد مهولة من قبل رجال الشرطة البيض، والعديد من المدن والمحافظات في أمريكا مقسمة على أساس العرق. ففي عام 2015، قُتل تسعة من مرتادي الكنائس من السود في تشارلستون وكارولينا الجنوبية من قبل الأبيض (ديلان رووف مور) الذي يؤمن بأن السيادة للبيض. وأدى هذا الحادث إلى إزالة أكثر من 60 من المعالم أو الرموز الكونفدرالية التي تعتبر تمجيدا للرق وقمع السود. ومع ذلك، فإن المشاعر المتعلقة بسيادة البيض لا تزال موجودة بين العديد، وإزالة رموزهم أثار غضبهم مما أدى إلى هذه المظاهرة الأخيرة وذاك الهجوم العنيف.
• إن ثقافة البنادق والحرية الأمريكية تقر النضال المسلح، كما أن المتسابقين البيض كانوا يرتدون الملابس القتالية ويحملون بنادق هجومية خطرة خلال هذه المظاهرة الأخيرة. روح الاستفزاز هذه من قبل رعايا معينين هي علامة على فشل الحرية الأمريكية في حماية القيم الإنسانية الأساسية. الإسلام يقر المجتمع الذي يكون فيه الرعايا آمنين من بعضهم بعضا. فقد أخبرنا الصحابة رضي الله عنهم أنهم عندما كانوا في سفر مع النبيe، نام رجل منهم وبعضهم أخذ حبله كنوع من المزاح، فأفاق مذعوراً. فقال النبي e:«لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا»(سنن أبي داود).
• إن المعايير المزدوجة تجاه البيض والسود في أمريكا تقابلها المعايير تجاه العنف الإسلامي الأبيض. وقد رفض الرئيس الأمريكي ترامب إدانة الجماعات البيضاء جراء العنف، وتلقى انتقادات لذلك. ومع ذلك، حاول (توماس ب. بوسرت) مستشار الأمن الداخلي في البيت الأبيض الدفاع عن الرئيس قائلا إنه لم يكن يريد "احترام هذه المجموعات من الناس". ومن الغريب أن ترامب لم يكن يريد تسمية هذا اليمين المتطرف والجماعات التي ترتكب أعمال العنف والقتل باسم الكراهية عندما انتخب في حملة تعهدت بوصف الإسلام كسبب للإرهاب في العالم على الرغم من أن الهجمات التي قام بها مؤيدو السيادة البيضاء أدت إلى 3 أضعاف عدد القتلى في أمريكا التي تمت بسبب (الإرهاب) الذي يرتكبه المسلمون. واليمين المتطرف هو قاعدة ترامب للقوة ولن يسيء إليهم من خلال تسميتهم بالاسم أو اتهامهم بحملة طويلة من التطرف ضد الأمريكيين السود.
• إن الخوف منتشر على نطاق واسع في أمريكا، وبعد 150 عاما من العبودية، يحاول أول نائب عمدة أسود في شارلوتسفيل (ويس بيلامي) إزالة التمثال الذي يعتبره العديد من السود رمزا للكراهية والاضطهاد. وقال بيلامي: "أحصل على الكراهية والتهديدات بالقتل كل يوم، وقد قيل لي إنني سوف أعلق على هذا التمثال، قيل لي إنني سوف أعلق على الأشجار في هذه الحديقة"، رداً على جهوده.
إن الحرية والديمقراطية لا تضمنان السلام والوئام بين الأمم أو داخل الأمة. وأمريكا تظهر للعالم أن نظامها يفشل عند تطبيقه على شعبها، وهو مصدر العنف والإرهاب في جميع أنحاء العالم، ومع ذلك تحاول تطبيق نظامها في جميع أنحاء الكوكب. وهي تهدد كوريا الشمالية ثم الصين ثم فنزويلا في يوم واحد وبلدان أخرى يوما آخر وتدعي أن طريقها هو طريق السلام، ولكن لا سلام. لقد ذُكر غطرسة هذا القمع في القرآن الكريم:﴿كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ﴾[غافر: 35]
رأيك في الموضوع