(في مقابلة للغد برس مع النائب أحمد المساري خلال شهر أيار الجاري سأله المذيع عن المختطفين من محافظتي صلاح الدين واﻷنبار، فأجاب أنهم أكثر من 3000 مختطف وهؤلاء تم اختطافهم بالأماكن التالية، العدد الأكبر في منطقة الرزازة ويتجاوز عددهم 1800 شخص، واﻷعداد اﻷخرى هي في الصقلاوية وجنوب صلاح الدين سامراء والدور وحزام بغداد وجرف الصخر ومناطق في ديالى. من اختطفوا ليسوا عند اﻷجهزة اﻷمنية والدليل أن الحكومة تقول إنه لا معلومات لديها حول وجودهم أو مصيرهم وهذا يدل على أنهم مختطفون عند جهات غير رسمية حالهم حال المختطفين القطريين.
ويقول: نحن لدينا معلومات أن هؤلاء المختطفين موجودون لدى الجهة نفسها التي اختطفت القطريين وهناك محاولات ﻷن نصل إليهم، قطعا لدينا معلومات أنهم موجودون في منطقة جرف الصخر. وجرف الصخر مسيطر عليه من قبل قوى أو فصيل من فصائل الحشد ليس تابعا للحكومة وليس تحت سيطرتها، وهناك معتقلات أخرى ولكنهم ليسوا عند أجهزة الدولة لذا فهم بحكم المختطفين لا المعتقلين). انتهى.
المدقق في هذا اللقاء يدرك تماما مدى الفلتان اﻷمني في عموم العراق رغم سيطرة الاحتلال الأمريكي على القرار السياسي والعسكري والأمني، بدليل أن أي تحرك ذاتي لهذه المليشيات تجاه تنظيم الدولة يضرب من قبل الطيران الأمريكي محددا عليه سيره في عمليات ما تسمى بالتحرير ،فما يجري من اختطاف للآلاف من أهالي هذه المناطق إنما يجري على عين أمريكا وتحت رقابتها وهو يسير ضمن ما تريده للناس في العراق من فوضى تبقيهم منشغلين بين قاتل ومقتول وخاطف ومخطوف فلا أمان لهم ولا استقرار ولا حول لهم ولا قوة.
الضغط اﻹجرامي على أهالي تلك المناطق إنما يترك الحجة بيد القيادة السياسية فيها لأنْ تطالب بحكم إقليمي، فما خرجت هذه المناطق من شدة ظلم التنظيم وإجرامه حتى تجد نفسها تحت مطرقة المليشيات الغادرة تختطف أبناءهم وتروع أهلهم.
وهكذا تسير أمريكا بخطى إجرامية لتحقق بما تستطيعه من تفتيت وقتل روح الاتحاد التي سادت الناس بعد أعمال تخليص هذه المناطق من نيران تنظيم الدولة، أتت لتثبت لأمريكا أن أبناء اﻷمة اﻹسلامية تجمعهم روابط شديدة الوثاق.
ولكن المكر اﻷمريكي اﻹجرامي يمد يد الغدر لتضرب هذه الروح التي لملمت جراحها لتحظى بشيء من أمان ضربتها بيد الطائفية من جهة وبيد تنظيم الدولة من جهة أخرى الذي أبقته طليقا في محافظتي صلاح الدين واﻷنبار.
إن الدفع للتقسيم قسرا يدل على صعوبة تحقق هذا المخطط الممزِّق للأمة ﻷنهم تجمعهم روابط وثيقة بشكل يصعب تفكيكها، ولكنه للأسف ليس مستحيلا، فبعد كل هذا اﻹجرام أضحى ممكنا ولو بصعوبة بالغة.
فما كان قدوم أمريكا إلى البلاد تحريرا لها، إنما هو احتلال لها لنهب ثرواتها وسلب مقدراتها، فها هو العراق يرزح تحت مشاكل اقتصادية معقدة وفلتان أمني مزر، فمن ظن بالذئب خيرا بات فريسة له لا محالة.
فلا يوجد حل حقيقي ولا أمان صادق إلا في دولة تحكم بشرع الله بحق، قال عز من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
رأيك في الموضوع