(مترجم)
نقلت صحيفة نيويورك تايمز بحثاً عن معهد كاتو تبيّن فيه أنه "خلال الفترة بين عامي 1975 و2015، فإن رعايا الدول السبع التي حظر ترامب السفر منها، لم يقتلوا أي أمريكي!" تلعب الإدارة الأمريكية الجديدة على مشاعر الخوف عند رعاياها إلى حد لم يسبق له مثيل، ولقد كان ترامب وفريقه مشغولين على مدى الثلاثة أسابيع الأولى في اختراع إحصاءات كاذبة في محاولة بائسة لإقناع الناس وتبرير الحظر المفروض على هجرة المسلمين إلى أمريكا. بلغ مداه أن واحدة من كبار مستشاري ترامب، كيليان كونواي، ادعت بأن هناك حاجة لفرض حظر على هجرة المسلمين لمنع المجازر من الحدوث مرة أخرى مثل "مجزرة بولينغ غرين"، في حين إنه لم تحدث أبدا مجزرة في بلدة بولينغ غرين! لا أحد ينكر أن الهجمات الإرهابية وقعت في الولايات المتحدة، ولكن ما هو حجم الخطر الذي يتعرض له الأمريكيون حقا ومن أين يأتي هذا الخطر؟
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن مسلمين ارتكبوا هجمات إرهابية والتي قتل فيها 123 شخصاً في أمريكا منذ 11 أيلول/سبتمبر، ولكن هذا الرقم ضئيل مقارنة مع 230 ألف جريمة قتل أخرى ارتكبت منذ 11 أيلول/سبتمبر! وقد سخرت صحيفة نيويورك تايمز من منطق ترامب الزائف حول خطر (الإرهاب)، بالقول "في الولايات المتحدة، يقتل الدرج الأمريكيين أكثر بكثير ممن يقتلهم الإرهابيون المسلمون. الشيء نفسه بالنسبة لأحواض الاستحمام، والسلالم والبرق. وقبل كل شيء، الخوف بين الزوجين: حيث الأزواج هم أكثر فتكا في أمريكا بشكل لا يضاهى من الإرهابيين الجهاديين". ونددت الصحيفة بـ"سهولة الوصول إلى الأسلحة النارية" التي: "أودت بحياة 1.34 مليون شخص في أمريكا، بما في ذلك القتل والانتحار والحوادث. أي ما يعادل... عدد الأمريكيين الذين قتلوا في كل الحروب في التاريخ الأمريكي". وعلاوة على ذلك، وفقا لصحيفة نيويورك تايمز: "في العام الماضي كان الأمريكيون أقل عرضة للقتل على يد الإرهابيين المسلمين من تعرضهم للقتل لكونهم مسلمين".
إن الجريمة في الولايات المتحدة مروعة. حيث أصدر مكتب التحقيقات الفيدرالي في أيلول/سبتمبر لعام 2015 إحصاءات تظهر زيادة في جرائم العنف إلى 1197704 حالة. كان حجم الجرائم ضد النساء صادماً جدا - حيث كانت هناك 90185 حالة اغتصاب. وقد اعترف ترامب بمشكلة الجريمة في الولايات المتحدة، وقال محذرا في 7 شباط/فبراير: "إن معدلات القتل في بلادنا تعتبر الأعلى منذ 47 عاما". وعلى الرغم من أنه صحيح أن معدل القتل مرتفع وأن جرائم القتل قد ارتفعت في العام الماضي كما تشير الإحصاءات، إلا أنها في الواقع أقل مما كانت عليه في كثير من الفترات خلال الـ47 عاماً الماضية. وفي قائمة تضم 218 دولة من جميع أنحاء العالم، احتلت الولايات المتحدة مرتبة حول المتوسط في جرائم القتل، فلماذا إذاً بالغ ترامب؟
إن معدل متوسط جرائم القتل ليس جيدا بما فيه الكفاية بالنسبة لبلد يملك أكبر اقتصاد في العالم والذي يدعي الريادة الثقافية والأيديولوجية ليحذو الآخرون حذوها. فالولايات المتحدة تريد أن تكون نموذجا للسلام والازدهار، بدلا من الاضطراب والخوف، ولكن ليس هناك شيء يمكن أن يفعله ترامب. فالجشع والمصلحة الذاتية التي تغذي الاقتصاد الأمريكي ورغبتها في الهيمنة العالمية هي نفسها أيضا تغذي الجريمة.
إن القيم الإسلامية التي ستتحلى بها دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة القائمة قريبا بإذن الله، سوف تجلب السلام والأمن بمجرد طرد الولايات المتحدة وحلفائها من بلادنا. حينها، لن يرغب المسلمون في الذهاب إلى الولايات المتحدة، بل إن الأمريكيين هم من سيهاجرون لدخول أراضينا هربا من الجرائم العنيفة. وقد وصف النبي e الأمن الذي يجلبه الإسلام حين قال: «قَدْ كَانَ مَنْ قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فَيُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ، فَيُجْعَلُ فِيهَا، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُعَلَى رَأْسِهِ فَيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الحَدِيدِ، مَا دُونَ لَحْمِهِ وَعَظْمِهِ، فَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ، وَاللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرُ، حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ ، لاَ يَخَافُ إِلَّا اللَّهَ، وَالذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ»
إن الولايات المتحدة تقوم ببناء جدار من الخوف بين الناس والإسلام لصرف انتباه الأمريكيين عن فشل نظامهم، وأيضا كجزء من مرحلة جديدة في الحرب ضد الإسلام. لقد أدركت الولايات المتحدة أن القنابل لا يمكنها أن توقف ظهور الإسلام، ولكن مع المبدأ الضعيف، تعتمد الولايات المتحدة على التشويه والتخويف. ومع ذلك، فإن الأمل والوعي سينتصران على سياسات التشويه والتخويف للإدارة الجديدة، وإن دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي التي ستجلب النظام العالمي الجديد، وليس ترامب.
رأيك في الموضوع