كان لنبأ الوفاة المفاجئة للعالم الجليل أبي محمود عبد الهادي فاعور عضو مكتب أمير حزب التحرير رحمه الله وقعُ الصاعقة على من عرفه من محبيه وتلامذته وإخوانه في الكفاح في حمل الدعوة عبر عقود، فالراحل رحمه الله تغبّرت قدماه في سبيل نصرة دين الله وإعلاء كلمته بالدعوة إلى استئناف الحياة الإسلامية بإقامة دولة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، سائرا على منهاج النبوة في حمل الدعوة مصاحباً أمراء حزب التحرير، ولعل الزمن سيكشف الكثير والكثير مما قام به من جهود لا يعلم بها إلا الله الخبير العليم، فقد كانت الدعوة ديدنه وشغله الشاغل حيثما حل، ولم تحل بينه وبين ذلك لا جبال ولا أنهار ولا حدود ولا مخابرات، فحملته قدماه إلى أصقاع شتى في الأرض من سوريا ولبنان والأردن إلى باكستان وأوزبيكستان وقرغيزستان وبلاد أخرى...
حتى احتار إخوانه في ترتيب مجالس العزاء في البداوي - طرابلس وفي أبي سمراء - طرابلس وفي بيروت وفي مخيم عين الحلوة وفي صيدا، مع عتب كثيرين ممن عرفوه في مخيم نهر البارد لمَ لمْ يعقد العزاء عندهم في المخيم، ومن محبيه رحمه الله من تمكّن من ترتيب سفر سريع فحضر الجنازة ومن لم يتمكن أرسل معزيا.
وفي مجالس العزاء رثاه كثيرون عجزوا عن تعداد مناقبه، وأجمع الجميع على أن الراحل كان علما من أعلام الدعوة، عالما عاملا بما علم، فيه من الخصال الحميدة ما يذكر جليسه بالله واليوم الآخر، مع حلم ورحابة صدر وابتسامة لا تغادر محياه إلا إن غضب لانتهاك محارم الدين.
ففي مخيم البداوي شارك حشد غفير في صلاة الجنازة غص بهم جامع خليل الرحمن، ثم شيع الجثمان إلى مثواه الأخير، وقد ألقى الشيخ مروان الخطيب كلمة رثى بها الفقيد رحمه الله فأهاج ذكريات الأحباب، ثم تتالت أفواج المعزين. وفي اليوم الثاني تم تلقي العزاء في قاعة جامع خليل الرحمن حيث حضر من فاته حضور الجنازة، وألقيت الكلمات التي عددت بعض مناقب الفقيد رحمه الله والتي لم توفه حقه، خاصة وأنه رحمه الله كان يعمل بصمت وكان يصول ويجول في البلاد دون كلل أو ملل ساعيا لتحريض المؤمنين على العمل لنصرة دين الله بإقامة الخلافة، دائما مستبشرا متهللا وجهه وكله ثقة وطمأنينة بأن الله سبحانه منجز وعده طال الزمن أم قصر.
وفي اليوم الثالث تم عقد مجلس العزاء في مركز حزب التحرير في أبي سمراء طرابلس وقد شارك في العزاء وفود شعبية وشخصيات سياسية أثنت خيرا على ما قدم رحمه الله في حمله للدعوة إلى الله على منهاج النبوة.
وفي مكتبهم في مخيم عين الحلوة قام شباب حزب التحرير بعد صلاة عصر يوم الأحد 6/12/2015 باستقبال وفود المُعزين وممن قدم من الوفود: مشايخ عين الحلوة الأكارم، والقوى الإسلامية،والشباب المسلم،ولجان الأحياء والفعاليات... ولفيفٌ مباركٌ من الشباب الأفاضل وأقارب المرحوم في عين الحلوة... وقد كانت كلماتٌ مؤثراتٌ منهم لمن عرف أبا محمود رحمه الله. فأثنوا عليه بخير وشهدوا له بالحق ليكون له خيراً عند ربه سبحانه وتعالى...
أما في بيروت فقد عقد مجلس العزاء في جامع الخاشقجي من بعد صلاة الجمعة وحتى المغرب، حيث ازدحمت القاعة بالوفود الشعبية والشخصيات السياسية وقد قدم بعضهم من صيدا وقدم البعض الآخر من البقاع.
اللـهـم أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين. اللهم إنا نضرع إليك أن تتغمده بواسع رحمتك وأن تسكنه فسيح جناتك وأن تجمعنا به وبالأحبة الذين سبقونا تحت لواء نبيك يوم الدين، وألا تحرمنا أجره وألا تفتنّا بعده وأن تكحل أعيننا بإقامة الخلافة، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
رأيك في الموضوع