(1)
بثت قناة الجزيرة في 06/09/2016 خبراً بخصوص احتضان العاصمة المغربية الرباط بين يومي 5 و 6 أيلول/سبتمبر الحالي، المنتدى الأول للعلماء الوسطاء للوقاية من التطرف العنيف، ويهدف المنتدى الذي تشرف عليه الرابطة المحمدية للعلماء إلى تطوير وبلورة خطاب إيجابي لمكافحة خطاب "التطرف العنيف". وقال أحد المشاركين في المنتدى: "نود أن ننشر الوسطية والاعتدال في ثقافة المجتمع حيث تكون الوسطية هي السمة الغالبة على المجتمع"، وقال محمد بلكبير رئيس مركز الدراسات والأبحاث في القيم بالرابطة المحمدية: "وظيفة العلماء أن يبينوا للشباب بالكلمة الواضحة والفهم البسيط الفهم الصحيح لقضايا الدين". وبحسب المنتدى فإن محاربة ظاهرة "التطرف" لا يمكن أن تنجح بالاعتماد فقط على المقاربة الأمنية.
كما نشر الموقع الرسمي للرابطة المحمدية للعلماء على الإنترنت، وثيقة أسماها "ميثاق المنتدى الأول للعلماء الوسطاء حول الوقاية من التطرف العنيف" جاء فيها أن عقد المنتدى يندرج في إطار استراتيجية المؤسسة لتزويد العلماء بكفايات ومهارات تُسهم مع مختلف الفاعلين في الحد والوقاية من السلوكيات الخطرة التي يعتبر التطرف العنيف من أشدها ضرراً وفتكاً بالمجتمعات.
إن هذا المنتدى عقد بدعم من سفارة الولايات المتحدة الأمريكية في المغرب، فهو لا يعدو أن يكون حلقة في سلسلة أعمال أمريكا لمحاربة الإسلام تحت ذريعة محاربة التطرف والعنف و(الإرهاب) ولصياغة دين جديد باسم "الوسطية" و"الإسلام الوسطي"، فهو ينطبق عليه قول الرسول عليه الصلاة والسلام: «لَتَتْبَعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا شِبْرًا وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ دَخَلُوا جُحْرَ ضَبٍّ تَبِعْتُمُوهُمْ» قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى؟ قَالَ: «فَمَنْ» (متفق عليه). أفتأتي أمريكا في آخر الزمان لتعيننا على تعلم ديننا؟! ألا بئس الجمع هذا المنتدى وبئس المجتمعون الذين رضوا بأن يكون الكافر إمامهم في دينهم.
أما عن أفكار المنتدى المسمومة، فقد طرح ميثاق المنتدى تعريفات جديدة لأنواع معينة من العلماء عرّفها كما يلي:
- يقصد بـ"العلماء الوسطاء" مختلف العلماء الشباب، خريجي المعاهد والمؤسسات الدينية أو المؤسسات ذات الصلة بها، وسمي هذا الفاعل الاجتماعي "عالماً وسيطاً"، لأنه يشكل حلقة وصلٍ بين علماء الرابطة المحمدية للعلماء وعموم الناس، حيث يعمل على توجيههم وتثقيفهم، درءاً لكافة أوجه الانزلاق إلى السلوكيات الخطرة، ومنعاً من الاختراق من قبل المذاهب والتوجهات الهدامة، استناداً إلى ثوابت الأمة، والقيم الإنسانية الكونية المجمَع عليها.
- أما "المثقفون النظراء" فهم شباب مؤهلون معرفياً ومنهجياً للدخول في حوارات وتواصلات مع نظرائهم الشباب، بغية تثقيفهم بالمعنى العام، الذي يجعل من التربية والتثقيف أداة تؤهل الشباب والفتيان، لكي يسلكوا في المواقف الحياتية المختلفة، على أساس ما يتوقعه منهم المجتمع، واستجابة لمتطلبات الصحة السليمة في مختلف مجالاتها، بعيداً عن كل ما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطورة.
- و"الشباب الوسطاء الجامعيون" هم شباب يُنتقَوْن من الجامعات، ويُفرد لهم تكوينٌ خاصٌّ كما هو الشأن بالنسبة للمثقفين النظراء، ويُحصر عملهم بالدرجة الأولى في أوساط الجامعات، بناء على وضع برنامجٍ لتأهيل مختلف الشباب الجامعي. وتعمل هذه الفئة من المثقفِين تحت إشراف أساتذة جامعيين يضطلعون بالتوجيه والتتبع والإشراف والتقويم، بتنسيق مع أمانة الرابطة المحمدية للعلماء.
وقد عمل المشاركون في هذا اللقاء على بناء استراتيجية وميثاق عملٍ للوقاية من التطرف العنيف، متمثلة في:
- جمع وتصنيف المعطيات والبيانات المتصلة بخطاب التطرف العنيف من أجل القيام بتحليل مضامينه، والعكوف على تفكيك مفاهيمه، وإنتاج الخطاب البديل وفق الأسس العلمية الشرعية المعتبرة؛
- تعزيز "التثقيف الرقمي" بتأسيس المزيد من الفضاءات التفاعلية الرقمية لبث المعرفة الدينية الآمنة تحصيناً لرواد شبكة الإنترنت من آفات التطرف والانغلاق والجمود.
- تقوية قدرات القادة الدينيين الشباب (العلماء الوسطاء) والشباب (المثقفين النظراء) وتنمية مهاراتهم الممكِّنة من تفعيل خطاب ديني إيجابي معتدل، يقوم على الفهم الجمالي والتراحمي للدين الإسلامي الحنيف؛
- بلورة أدوات ووسائل عمل يتم اعتمادها وتملّكُها من أجل تعزيز قدرات القادة الدينيين والشباب، قصد تمكينهم من تعرف المخاطر استباقياً، والتصدي لها قبل حدوثها، وذلك بتمكينهم من تحديد وفهم السلوكيات المتضمنة للكراهية والعنف، والقدرة على محاصرتها بشكل سريع وموحّد؛
- صياغة مخطط عمل من طرف العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء للعمل في الميدان وبلورة استراتيجيات لتنفيذه، بإبراز مختلف الأنشطة والآليات التي يتم الاشتغال بها؛
- تعزيز ودعم شبكة العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء المنوط بهم العمل من أجل الوقاية من التطرف العنيف؛
- تحديد طبيعة ومجالات تدخلات العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في التصدي لخطاب التطرف العنيف، وتفعيل الآليات العملية التي يمكن اعتمادها، وتعزيز التعاون مع مختلف الفاعلين من أجل مكافحة هذه الآفة؛
- الاتفاق على إعداد دليل لتدريب العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء في مواضيع مكافحة التطرف العنيف، والسعي لامتلاك الآليات والكفايات التي من شأنها أن توصل الشباب لخدمة نظرائهم؛
- اعتبار عمل العلماء الوسطاء والمثقفين النظراء عملاً تطوعياً إرادياً، يبتغي تعزيز ثقافة التعارف والتسامح والسلم والسلام والأمن والأمان.
إن القارئ لهذه الوثيقة يدرك ببساطة أنها كتبت بعقلية أجهزة المخابرات وهي بعيدة كل البعد عن عقلية العلماء والفقهاء. فمن الواضح أن القصد منها هو اختراق الأوساط الشبابية أو المواطن المفترضة "للتطرف" لجمع المعلومات تحت ستار النقاش وشرح "الإسلام المعتدل"، وتوظيف من أسموهم القادة الدينيين بشتى أصنافهم (العلماء الوسطاء، المثقفين النظراء، الشباب الوسطاء الجامعيون) كمخبرين لدى الأجهزة الأمنية.
يتبع بإذن الله..
رأيك في الموضوع