كشف موقع صوت المغرب بتاريخ 24/06/2024 عن تقرير يتحدث عن وصول سفينة إنزال تابعة لبحرية كيان يهود "INS Komemiyut"، إلى طنجة للحصول على الإمدادات، أثناء إبحارها بين الولايات المتحدة وكيان يهود. سفينة الإنزال التي وصلت إلى كيان يهود قادمة من الولايات المتحدة، وقفت في طنجة بعد الاتصال بالمغرب لتلقي الإمدادات، وفقا للمعلومات التي تلقاها "Globes" من مصادر مطلعة، ومدعومة من خلال سجلات السفينة على موقع "Vessel Finder". وكان موقع جلوبز قد أشار إلى أن إسبانيا رفضت استقبال السفينة فيما استقبلها المغرب. وفي إطار توقف السفينة على الطريق الطويل من باسكاجولا في المسيسيبي إلى القاعدة البحرية في حيفا، قام الطاقم بتخزين الوقود والطعام لبقية الرحلة إلى كيان يهود، والتي اكتملت يوم الأحد 16 حزيران/يونيو 2024. وتمّ نقل الإمدادات والمعدات على متن السفينة في طنجة، وفي هذه المرحلة من الرحلة، أوقفت السفينة جهاز الإرسال والاستقبال الخاص بموقعها. ويكشف التقرير أنها ليست المرة الأولى التي تتوقف فيها سفن حربية من كيان يهود في موانئ مغربية، حيث يشير إلى أن أول سفينتي إنزال اشتراهما كيان يهود، والتي وصلت إلى حيفا في أيلول/سبتمبر الماضي، "آي إن إس نحشون"، رست أيضاً في طريقها بالمغرب.
مرة أخرى يُصرُّ حكام المغرب على الاصطفاف إلى جانب أعداء الأمة في تحدٍّ سافرٍ لمشاعرها التي تغلي ألماً وحسرةً على المجازر المروعة التي تقع يومياً في فلسطين. لقد كان المغرب قادراً على أن يجد ألف عذر ليتنصل به من تموين سفينة عسكرية يهودية، وها هي إسبانيا فعلت ذلك، ولكن من الواضح أن المغرب قد اختار طريقه عن رضا وحب وليس عن إجبار كما يشيع المطبلون له، وإن قصة الصحراء المغربية ودعم أمريكا وكيان يهود الذي ادعوا أنهم قايضوا به التطبيع، ليس إلا فقاعة صابون فارغة، فبعد مرور 3 سنوات ونصف على التوقيع على اتفاقية التطبيع المشؤومة، لم يتغير شيء على الأرض، بل ظهر رئيس وزراء كيان العدو قبل أسابيع بخارطة تظهر الصحراء مقتطعةً من جنوب المغرب، ولم تفتح أمريكا قنصليةً لها كما ادعت أنها ستفعل في الداخلة، بل صدرت تصريحات عنها أن الأمر لا يزال بعيد المدى، حيث نشر موقع هسبريس في 14/03/2024 نقلاً عن دوكلاس بيتكين، مدير مكتب الميزانية والتخطيط بوزارة الخارجية الأمريكية، خلال ندوة صحافية على هامش عرض الميزانية الأمريكية في شقها الذي يهم الأنشطة الدبلوماسية، أنه "لا يوجد جدول زمني محدد لفتح القنصلية في الوقت الحالي"، مشيرا إلى أن "التخطيط بهذا الشأن ما زال متواصلاً للتواجد المناسب بسبب الظروف الأمنية"، ورغم هذه المماطلة المفضوحة، لم يصدر عن المغرب شيء يستعجل أمريكا ولا يهدد بالتراجع عن التطبيع، بل لا يزال المغرب يُصرُّ على المضيِّ قُدماً فيه وتوسيع مجالاته من الصناعات العسكرية والميدان الفلاحي والثقافي والتعليمي، وليس آخرها ما رشح عن تنسيق جامعة محمد السادس متعددة الاختصاصات مع مجموعة من جامعات كيان العدو...
إن الموقف المخزي لحكام المغرب، لا يمكن إلا أن يدفع المرء إلى التساؤل عن الدافع من ورائه، ما سبب هذا الانبطاح والخور؟ هل بلغت الدولة من الضعف ما يجعلها عاجزةً عن اتخاذ أي قرار فيه نوع من الأنفة والشجاعة؟! هل أصبح الحكام مقتنعين أن مصيرهم غدا مرتبطاً ارتباطا عضوياً بكيان يهود لذلك هم يدافعون عنه كما يدافعون عن أنفسهم؟! أم هل بلغت الأمة من الضعف ما يجعل الحكام آمنين إلى هذه الدرجة من ردة فعلها؟! لماذا لا تلقي الدولة بالاً لمئات آلاف الحناجر التي خرجت تصدح بشكل منتظم في المظاهرات والمسيرات منددة بالتطبيع ومطالبة بإلغائه؟
وفي الإطار نفسه، أصر المغرب على عقد مهرجان موازين، مهرجان العهر وتبذير أموال الأمة، رغم ارتفاع أصوات كل العقلاء للمطالبة بإلغائه ومقاطعته، ومرة أخرى لم تُعِرْ لهم الدولة بالاً وأصرت على المضي فيه والرقص على جراح المسلمين، فكانت النتيجة أن أصبح هذا المهرجان المسخ موضع تندر مواقع التواصل الإلكتروني وهم يرون مقاطعة الناس له، ويرون منصات الحضور شبه خالية.
يا حكام المغرب، أفيقوا من غفلتكم، فوالله لن تنفعكم أمريكا لا في الدنيا ولا في الآخرة إذا جاء وعد الله، وقد رأيتم كيف تساقط الحكام من العملاء في الربيع العربي، فهل أغنت عنهم أمريكا شيئاً؟ هذه أمريكا وهي من هي في القوة والجبروت ومع ذلك لم تقو على منع سقوطهم، فكيف بكيان يهود المتهالك؟ ووالله الذي لا إله إلا هو، إن الذي لا يملك أن ينقذ نفسه من ثلة صغيرة من المجاهدين، لهو أعجز من أن ينصركم إذا امتدت أيدي الناس إلى رقابكم. فثوبوا إلى رشدكم قبل أن يدرككم ما لا يمكن دفعه، فتندموا حينها ولكن لات حين مندم.
يا حكام المغرب، أتخشون أمريكا ويهود؟ فاسمعوا قوله تعالى: ﴿أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤُمِنِينَ﴾، أتطمعون في حمايتهم؟ فاسمعوا قوله تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَن تُصِيبَنَا دَآئِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَن يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِّنْ عِندِهِ فَيُصْبِحُواْ عَلَى مَا أَسَرُّواْ فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾. أتبتغون العزة عندهم؟ فاسمعوا قوله تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً﴾.
أيها الناس، لقد أصبح واضحاً لديكم بما لا يحتمل أي ذرة شك، أن بقاء كيان العدو لنيف وسبعين عاماً جاثماً على صدور إخوانكم في فلسطين، لم يكن نتيجة قوة هذا الكيان وتفوقه، ولكن فقط لأن حكامكم أقاموه مقام الرخ وأقاموا أنفسهم مقام البيادق، ورضوا بأن يكونوا له سنداً وعوناً ودرعاً يحميه من غضب الأمة، فإذا قُدِّر لهذه الأمة أن تستعيد عافيتها ويستلم الحكم فيها رجالٌ لا تلهيهم المناصب ولا الامتيازات الدنيوية الرخيصة، فلن يأخذ الأمر أكثر من سويعاتٍ حتى تستعيد الأمة أقصاها عزيزا شامخاً، فتعلوه التكبيرات، ثم نغزوهم ولا يغزوننا، فتخرج الجيوش من المسجد الأقصى لتفتح العالم ناشرة العدل والنور والخير، وإن غداً لناظره قريب.
رأيك في الموضوع