أكد رئيس المكتب السياسي لحزب التحرير في ولاية تونس الأستاذ عبد الرؤوف العامري: أنه في ظل تجمد الوضع السياسي، وتأزم أحوال الناس، فالمتغير الوحيد، إثر الحركة التي أتاها قيس سعيّد، هو الإعلان عن "انهزام الإسلام السياسي" من جهة الطيف العلماني، وعبر افتتاحية جريدة التحرير التي يصدرها أسبوعيا حزب التحرير في ولاية تونس، وأضاف العامري: أن الاستبشار بتلك النتيجة المزعومة، والجهر بالتنصل من كل شبهة علاقة بالإسلام السياسي من طرف الطيف المحسوب عليه من جهة أخرى، كحركة النهضة مثلا. ذلك ما يفسر إعلان قيس سعيّد عزمه إطلاق حوار وطني، للتباحث بشأن النظامين السياسي والانتخابي، بعد أن ظن الجميع أن أفكار الإسلام لم تعد مطروحة، ويعمل على منع ما يطرح منها من التداول بالتعتيم عليها ومحاربة الداعين إليها. ولفت العامري إلى: أن ذلك يأتي تزامنا مع الإعلان عن استعداد الأمم المتحدة لتقديم المشورة الفنية في إطلاق الحوار الوطني بالبلاد، وأردف العامري: بينما نتابع مجريات الأحداث في تونس، نلاحظ أن المعاناة التي يتجرعها أهلنا ليست وليدة صراع إرادات حرة، ولا تنازع حول رؤى أو برامج سياسية، وإنما استسلام الطبقة السياسية قاطبة لإرادة القوى العظمى وانهزامها أمام المد الفكري والثقافي المقتحم علينا من الغرب الكافر. فالجميع يعلم أن الإسلام لم يحكم يوما منذ أن أسقطت دولته، وما نعانيه اليوم ومنذ عقود طويلة هو آثار تطبيق النظم المفروضة علينا بالحديد والنار. وخلص العامري إلى القول: إن سقوط الفريق الملصق زورا بالإسلام السياسي، سواء حكم وحده أو تحالف مع صريح العلمانيين، يدخل في الحرب الصريحة على الإسلام عقيدة ونظاما، وأن الحرب مفتوحة بين رسالة الأمة الإسلامية الواحدة إلى العالم قاطبة، وبين الغرب الكافر وديمقراطيته العلمانية التي غاض معينها وجف ماؤها ولم يبقَ من قيمها إلا الدفاع عن كل ما هو شاذ وفاسد.
رأيك في الموضوع