قال مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية جون برينان، إن بلاده لا تمتلك "حلا سريعا أو عصا سحرية" للمشاكل السورية، مبررا ذلك بكثرة الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة، والانقسام الطائفي، وسنوات القمع. وأضاف برينان خلال حوار له في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" في واشنطن يوم الأربعاء الماضي، "خلال 36 عاما من عملي في قضايا الأمن الوطني، فإن سوريا هي أكثر المشاكل التي مرت علي تعقيدا".
وأرجع المسؤول الأمريكي عدم وجود حلٍّ سريع للمشاكل السورية إلى "كثرة الأطراف الداخلية والخارجية المتصارعة، والانقسام الطائفي، وسنوات القمع الذي مارسته عائلة الأسد التي أخمدت تطلعات البلاد إلى الديمقراطية".
ولفت إلى أن "هناك كثيرين يتذمرون من عجز الولايات المتحدة عن الذهاب إلى هناك وحل الكثير من تلك القضايا، في الحقيقة أتمنى لو أن لدينا عصا سحرية لحل تلك المشاكل، التي بالرغم من وجودها فإن واشنطن مشكورة لمجرد المحاولة".
وتابع "من الطيب أن تواصل الولايات المتحدة محاولتها إنهاء المعاناة الإنسانية وإراقة الدماء التي تحدث في سوريا، لكني أعترف أننا لا نملك حلولا يمكن فرضها وإجبار الناس على اتباعها".
وأكد أن حلَّ الأزمة السورية "سيحتاج إلى عدة سنوات"، مشددا على أن "الربيع العربي كان إيذانا بحلول مرحلة جديدة في تاريخ الشرق الأوسط، إلا أنه ما زال هنالك طريق طويل قبل أن تضرب مبادئ الديمقراطية جذورها في الإصلاحات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية وغيرها، ليكون (الشرق الأوسط) قادرا على مواجهة التحديات الشديدة الجدية التي تواجهه". (الجزيرة نت)
الراية: كلام مدير وكالة الاستخبارات الأمريكية جون برينان يُشير إلى عدة نقاط: أولها إن برينان يعبر عن حجم المأزق الذي تعيشه أمريكا في سوريا، فهي غير قادرة حتى الآن على فرض سياستها على أرض الواقع بالرغم من استعانتها بروسيا وتسخيرها لإيران وأحزابها، وهو يعبر عن ذلك المأزق بالقول: "ليس لدينا عصا سحرية لحل المشكلات في سوريا".. وثانيها هو يخادع عندما يقول: "من الطيب أن تواصل الولايات المتحدة محاولتها إنهاء المعاناة الإنسانية وإراقة الدماء التي تحدث في سوريا"، إذ إن أمريكا هي المسؤول الأول عن معاناة أهل الشام، فنظام بشار الذي يبطش بأهل الشام تابع لها، وإيران التي تشارك نظام الأسد جرائمه تنفذ سياسة أمريكا في سوريا، وروسيا التي تفتك بأهل الشام بطائراتها وصواريخها إنما جاءت بالتفاهم مع أمريكا ولتنفيذ سياسة أمريكا مقابل بعض المنافع، وتركيا التي تسخر قاعدة إنجرليك لطائرات التحالف بقيادة أمريكا في قصف أهل الشام إنما تنفذ سياسة أمريكا، وإن الحديث عن دور أمريكا في قتل أهل الشام وتشريدهم لم يعد حديثا يقتصر على المحللين السياسيين أو على من يمارس السياسة فعلا، فلقد انكشف دور أمريكا في مجازر الشام حتى للعوام من الناس.. ثالثها: عندما يتحدث برينان عن أن حل الأزمة السورية يحتاج إلى عدة سنوات، أو عندما يتحدث عن طريق طويل للربيع العربي فإنما يعبر عن توجه أمريكا باستمرارها في سياسة القتل والتجويع والتشريد لإخضاع الناس لتنفيذ سياستها. وذلك ما تخطط له أمريكا، ونسأل الله تعالى أن يفشلها وأن يرد كيدها وكيد جميع أعداء الإسلام والمسلمين.
رأيك في الموضوع