وجّهت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي رسالة إلى الرئيس الصيني شي جينبينغ ورئيس الوزراء لي كيكيانغ، تؤكد تطلّع لندن إلى «تعزيز التعاون مع الصين في التجارة والأعمال والقضايا العالمية».

يأتي ذلك وسط نزاع حول تأجيل ماي الشهر الماضي الموافقة رسمياً على مشروع «هينكلي بوينت» النووي في إنجلترا، وقيمته 24 بليون دولار، بسبب اعتبارات أمنية تتعلّق بالتمويل الصيني.

وكتب ألوك شارما، وزير الدولة البريطاني لشؤون آسيا، على موقع «تويتر» أن لقاءه وزير الخارجية الصيني وانغ يي كان «رائعاً، ترحيب حار ونهج يستشرف المستقبل». وأشارت الخارجية الصينية إلى أن وانغ أبلغ شارما أن بكين تعتقد بأن لندن ستواصل انتهاج سياسة منفتحة تجاه الصين. (جريدة الحياة)

الراية: من الواضح أن العلاقات بين بريطانيا والصين تسير في وتيرة تصاعدية، وقد ظهر ذلك خلال الزيارة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبينغ إلى بريطانيا في شهر تشرين الأول من العام الماضي والتي استمرت 4 أيام، حيث أعلن البلدان في البيان الختامي "عن بناء شراكة استراتيجية شاملة عالمية للقرن الواحد والعشرين" وقال البيان "إن هذه الزيارة التي يقوم بها الرئيس شي لبريطانيا هي الأولى منذ عقد تفتح عصرا ذهبيا في العلاقات الصينية البريطانية التي تتسم بالاستمرارية والشمولية والتعاون المربح للجانبين". ويظهر أن رئيسة الوزراء البريطانية الحالية "ماي" تسير في الاتجاه نفسه، إذ إنها تؤكد في رسالتها لحكام الصين أن بريطانيا تتطلع إلى "تعزيز التعاون مع الصين في التجارة والأعمال والقضايا العالمية"، وهذا يعني أن بريطانيا تسعى للتأثير في الصين ليكون موقفها في الأمور المالية والاقتصادية والسياسية أقرب إليها لتستخدمها في مواجهة أمريكا.. ومن هنا نستطيع أن نفهم مسارعة بريطانيا للمشاركة في البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية الذي تم إنشاؤه من قبل الصين،بالرغم من أن الإدارة الأمريكية أعربت عن قلقها حيال عرض بريطانيا لأن تكون أحد الأعضاء المؤسسين لبنك التنمية المدعوم من الصين (بي بي سي 14 آذار/مارس 2015)، وأيضا نستطيع فهم سعي بريطانيا الذي أشرنا إليه من خلال تصريح رئيس الوزراء البريطاني السابق عندما استقبل الرئيس الصيني في زيارته التي أشرنا إليها أعلاه: "إن بريطانيا تدعم قيام الصين بدور أكبر في المؤسسات الدولية، وكذا إقامة البنك الآسيوي لاستثمارات البنية الأساسية وإصلاح صندوق النقد الدولي وتدويل العملة الصينية".