أعلن مايكل هايدن المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) أن اتفاقيات "سايكس بيكو" التي ظهر بمقتضاها العراق وسوريا لم تقسّم المنطقة وفقا لواقعها الطائفي والعرقي، وأن المنطقة بما تشهده من أحداث عنف وحروب مأساوية، تتجه ذاتيا إلى الانقسام وفقا لهذا الواقع الذي كان على الدول الأوروبية واضعة اتفاقية سياكس بيكو أن تتنبه إليه في حينها.
وقال هايدن: "لنواجه الحقيقة العراق لم يعد موجودا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضا".
وأضاف: "لدينا الآن الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون، في ما يسمى سابقا سوريا والعراق". (ميدل إيست أونلاين)
: إن كلام المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية لا يصح المرور عليه مرور الكرام.. فقد كثر الحديث منذ مدة عن تقسيم جديد للمنطقة تسير لتنفيذه الولايات المتحدة الأمريكية. فبالنسبة للعراق فإن التقسيم فيه بات واقعا محسوسا، فإن أمريكا منذ ما قبل احتلالها للعراق، وبعد احتلالها للعراق وضعت الخطط لتحقيق ذلك، وقد نجحت في ذلك. أما بالنسبة لسوريا فإن سوريا حتى الآن لم تقسّم، ولكن لا يصح أن يغيب عن الذهن واقع ما أفرزته الحرب هناك من "تقسيم" مناطقي للطوائف الموجودة في سوريا، مما يجعل تقسيمها فعلا فيما لو أرادت أمريكا ذلك أمرا واقعا. وهنا لا بد من لفت نظر المسلمين الذي يعتبرون تقسيم البلاد على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية على أنه مكسب لهم، بأن ذلك مكسب للكافر للمستعمِر. فليحذر المسلمون ذلك، وليعملوا بكل ما أوتوا من قوة على رفض مشاريع التقسيم.
رأيك في الموضوع