تطرق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته التي ألقاها أمام القمة العربية التي انعقدت في شرم الشيخ للأحداث في سوريا فقال:
"السيدات والسادة، باتت الأزمة السورية مأساة يتألم لها الضمير العالمي، وإننا ننظر بقلق بالغ حيال استمرار مُعاناة الشعب السوري، فالأوضاع المُتردية هناك تتفاقم يوما بعد يوم، وشاهدنا ما أدى إليه التدهور من خلق حالة فراغ استغلتها التنظيمات الإرهابية، فصار استمرار هذا الوضع المؤسف يُهدد أمن المنطقة بأسرها، إن الحاجة مُلحة للتعاون والتنسيق لاعتماد تصور عربي يُفضي إلى إجراءات جدية لإنقاذ سوريا وصون أمن المنطقة، ولا مناص من استمرار الدفع إزاء الحل السياسي لوقف نزيف الدم، وبما يحفظ وحدة الأراضي السورية وثراء نسيجها الوطني بمكوناته المختلفة، تحت مظلة الدولة المدنية الحاضنة لجميع السوريين.
إن مصر لا تزال تتعامل مع الأزمة السورية من زاويتين رئيسيتين، الأولى دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية، والثانية هي التصدي للتنظيمات الإرهابية التي باتت منتشرة، والحيلولة دون انهيار مؤسسات الدولة السورية، وانطلاقا من مسؤولية مصر التاريخية تجاه سوريا فإن مصر بادرت بدعم من أشقائها العرب إلى العمل مع القوى الوطنية السورية المُعارضة المُعتدلة، وصولاً إلى طرح الحل السياسي المنشود، حيث استضافت القاهرة في يناير الماضي اجتماعا ضم طيفا عريضا من قوى المعارضة الوطنية السورية، ونعكف حاليا على الإعداد لاجتماع أكثر اتساعا لتلك القوى السياسية، إن الدفع بطرح سياسي يتبناه السوريون وتتوافق عليه دول المنطقة والمجتمع الدولي هو خطوة هامة على طريق الوصول لحل سياسي يضع نهاية لمحنة الشعب السوري، ويُحقق آماله وفقا لإرادته الحرة المستقلة في بناء دولة وطنية ديمقراطية".
المصدر: موقع الوطن نيوز
: إن السيسي لو كان صادقا بشعوره بمعاناة أهل سوريا لما وقف ذلك الموقف المخزي والمتآمر مع أمريكا على أهل سوريا وثورتهم. فنصرة أهل سوريا وإنقاذهم من بطش النظام السوري الظالم والعميل تكون بتجريد الجيوش والقضاء على نظام بشار، وليس بذرف دموع التماسيح والظهور بمظهر المتألم على أهل سوريا، ولكن أنّى للسيسي وهو عميل لأمريكا شأنه في ذلك شأن بشار الأسد أن يفعل ذلك... بل إن السيسي لم يذكر بشار الأسد بكلمة واحدة وإنما ذكر أكثر من مرة التنظيمات "الإرهابية" بوصفها من معوّقات الحل وليس النظام السوري. وهذا يؤكد أن نظرة السيسي لما يجري في سوريا هي في الأساس نظرة أمريكا، ولذلك فإنه كرر مرارا ذكر الحل السياسي وبمشاركة القوى المعتدلة وبطرح سياسي تتوافق عليه دول المنطقة والمجتمع الدولي، أي أمريكا وعملاؤها. ثم هو يزوّر الحقائق عندما يقول: "دعم تطلعات الشعب السوري لبناء دولة مدنية ديمقراطية"، محاولا إخفاء توجه أهل سوريا نحو الإسلام وإقامة دولة على أساسه، مع أن الكل بات يعلم أن المنادين بالدولة المدنية الديمقراطية يكاد ينعدم وجودهم... وأيضا هو يحدد محور العمل في سوريا وهو التصدي للتنظيمات "الإرهابية"، وهذا نفسه ما تقوله أمريكا وما تفعله، فهي بذريعة ضرب تنظيم الدولة قامت بضرب الجهات المناوئة لسياستها في سوريا... هذا هو السيسي وهؤلاء هم حكام المسلمين وهذه هي خياناتهم. فإلى متى يسكت المسلمون عن حكامهم؟؟!!
رأيك في الموضوع