الخبر:
أعلن موقع التواصل (الاجتماعي) فيسبوك أنه حدّث معايير النشر المسموح والممنوع للمستخدمين، مؤكدًا في الوقت ذاته أنه لن يسمح باتخاذه منبرًا لنشر "الإرهاب" وخطاب الكراهية والمواد غير الأخلاقية.
وقد نشر فيسبوك تفاصيل المواد التي سيحظر نشرها على موقعه، حيث نصت وثيقة، نشرها الموقع، على أنه لن يسمح بوجود مجموعات تدعو إلى ممارسة "النشاطات الإرهابية والإجرامية المنظمة أو نشر الكراهية".
وأضاف أنه لن يسمح بدعم قادة المنظمات "الإرهابية والإجرامية"، أو الإشادة بهم أو الموافقة على نشاطاتهم، وأنه سيحظر كذلك العري في العديد من الحالات، ولكنه سيسمح بها فقط في الفن.
وأكد الموقع أنه سيزيل المحتوى ويعطل الحسابات عندما يُعتقد أن هناك خطرًا من وقوع ضرر حقيقي أو تهديدات مباشرة على السلامة العامة..
وكان مؤسس الموقع مارك زوكربيرغ قد أكد في الخامس من الشهر الحالي أن العاملين في الموقع يسارعون إلى حذف أي منشورات أو رسائل ذات محتوى "إرهابي" أو تحض على العنف، مضيفًا أن فيسبوك لا يعمل مثل الشرطة، وأنه "لا يمكن أن يكون لدينا كادر كبير من العاملين لمتابعة كل ما ينشر على الموقع". المصدر: الجزيرة نت + وكالات.
التعليق:
إن الأمة الإسلامية وهي تسير في طريق التحرير من قبضة المستعمر تواجه العديد من التحديات والعقبات وعلى رأسها ممارسات الأجهزة الإعلامية التي تحرص على الحيلولة دون وعي الجماهير على فساد الواقع الرأسمالي النتن وصدق أفكار الإسلام، ومقدرتها على معالجة الوقائع الجارية، وقد انخرطت إدارة الفيس بوك في الحملة التي تسمى "الحرب على الإرهاب" أي (الإسلام) دعمًا للرأسمالية المتوحشة ومحاربة لحملة الدعوة ممن يفضح جرائم الدول الاستعمارية.
فقد تعرضت حسابات شباب حزب التحرير على موقع التواصل (الاجتماعي) فيس بوك لمجزرة من إزالة وحذف بلغت ذروتها في بداية نيسان/أبريل الماضي وهي مستمرة إلى لحظة كتابة هذه السطور.
فلماذا الخوف من الكلمة!! وهل أصبحت الكلمة أكثر إيلامًا من البارود والبراميل المتفجرة!! نعم إنه الإسلام العظيم الذي بات يؤرق مضاجع القائمين على الأمر الرأسمالي وإعلامه الفقير.
إن لهذه القرارات التي اتخذتها إدارة الفيس بوك دلالات مبشرة وعظيمة منها:
أولها: أن الكلمة التي يساهم بها الشباب في الفيس بوك لها أثرها في قلوب حراس المصالح الرأسمالية من الإعلاميين ومرتزقة الإمبريالية، مما يجعلهم يتحركون كالمذبوح للحيلولة دون وصول الحق للناس.
ثانيًا: أن حملة تكميم الأفواه ومحاصرة الرأي والتعتيم عليه التي تقوم بها إدارة الفيس بوك لهي دليل على عجز وإفلاس، بل هي انتكاسة ورِدّة حضارية عن أسس القيادة الفكرية الرأسمالية التي تجعل من حرية الرأي أصلًا من أصول المبدأ الرأسمالي.. فماذا تبقى لهم من مبدئهم إلا الاستسلام للهزيمة والخسارة!
ثالثًا: أن الحروب الإلكترونية المعلنة على الأمة الإسلامية ليس فقط من قبل الفيس بوك فهو جزء من كل، فقد أعلن الجيش البريطاني عن تأسيس وحدة باسم الكتيبة رقم 77، إلا أن هذه الكتيبة لن تقاتل في ساحات المعركة وإنما على صفحات مواقع التواصل (الاجتماعي). وتتكون الفرقة ومقرها مدينة هيرميتاج البريطانية من 1500 ينتمون إلى كتائب مختلفة من الجيش، وما يجمعهم هو خبرتهم في مجال مواقع التواصل (الاجتماعي) وشن الحرب النفسية من خلالها.
وذكر مصدر عسكري لصحيفة الغارديان البريطانية، أن الفرقة تأسست لتكون كيانًا جامعًا لكافة المواهب والقدرات المطلوبة في صراعات وحروب اليوم.
ولعل أبلغ ما يدلل على أن الغرب الرأسمالي يرتجف ويرتعد من المد الإسلامي المتنامي هي تلك المؤتمرات التي قام بها شياطين العرب والعجم وتعاقدوا فيها وتعاهدوا على ضرورة وجود أسلحة متعددة لمحاربة الإسلام دون الاعتماد على الآلة الحربية وقد كان آخرها المؤتمر الذي عقد في واشنطن في التاسع عشر من شباط 2015 تحت عنوان: (محاربة التطرف والعنف) بقيادة أوباما ثم تلاه قمة وزراء الأوقاف التي عقدت بمصر نهاية شباط/فبراير الماضي.
فهل سينجح الغرب الرأسمالي في حربه الإعلامية الإرهابية ضد الإسلام!! إن كل المؤشرات تقول أنه لن ينجح بل إنه سيخسر معركة الرأي والمعلومة الصحيحة خسارةً عظيمة، فهناك العديد من أبنائه يعتنقون الإسلام رغم الكبت والتعتيم والتشويه الذي يُمارَس اليوم، فكيف إذا أقيمت للأمة دولة صاحبة رسالة حضارية وإعلام يدعو لتحرير الأريسيين والمقهورين من قبضة الأديان الوضعية إلى سعة الإسلام العظيم. ويومئذ ترى الناس يدخلون في دين الله أفواجًا. وليس ذلك عنا ببعيد.. فالهمة الهمة يا حملة الدعوة والثبات الثبات. وما النصر إلا صبر ساعة.. فقوموا إلى إعلامكم يرحمكم الله.
كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير عصام أحمد أتيم عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية السودان
28 من جمادى الأولى 1436 الموافق 2015/03/19م
رأيك في الموضوع