نشر موقع (الجزيرة نت، 31/03/2017)، خبرا جاء فيه: "تضاربت تصريحات أمريكية بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد حيث قالت المندوبة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هالي إن إزاحته ليست أولوية لبلادها، بينما صرح وزير الخارجية ريكس تيلرسون من أنقرة بأن مصير الأسد يقرره الشعب السوري، وقال مصدر بالبعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة للجزيرة إن ما نُقل عن هالي بشأن الأسد "مضلل بعض الشيء".
فقد صرحت هالي لصحفيين في مقر البعثة الأمريكية بنيويورك الخميس بأن الأمر يتعلق بتغيير الأولويات، ونقلت عنها وكالة رويترز قولها في هذا الإطار "أولويتنا لم تعد الجلوس والتركيز على طرد الأسد، لا يمكننا بالضرورة التركيز على الأسد بالطريقة التي فعلتها الإدارة السابقة".
وأضافت المندوبة، "أعتقد أن روسيا تحاول إيجاد حل سياسي، لكنها تحاول ذلك مع بقاء الأسد وهذه مشكلة. لن أخوض من جديد في مسألة هل يجب أن يبقى الأسد أم لا. لكن سأقول إنه يعرقل أي محاولة للتقدم، وإيران عقبة كبيرة أيضا... عندما يكون هناك زعيم مستعد للذهاب بعيدا إلى حد استخدام أسلحة كيميائية ضد شعبه، فهذا يجعلك تتساءل ما إذا كان هذا الشخص يمكن حتى العمل معه".
وفي حين إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما كانت تؤكد على ضرورة رحيل الأسد وتصفه بغير الشرعي قبل أن تخفف من موقفها، فإن إدارة ترامب تجنبت الحديث عن رحيل الأسد، وبدا أنها تركز على محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.
الراية: التصريحات المتضاربة هي من الأساليب التي تعتمدها دول العالم اليوم؛ لإخفاء سياساتها الحقيقية، وبالتالي تضليل الآخرين وخاصة الشعوب، أو لجس نبض الشارع تجاه أمر ما تريد أن تمرره.
وحقيقة السياسة الأمريكية في ما يتعلق بالشام بشكل عام ومنذ بداية الثورة بشكل خاص هي المحافظة على بشار فهو عميلها المخلص وخادمها المطيع، وهي تبذل وسعها لكي يبقى في الحكم، ما دام ذلك لا يشكل خطرا على مصالحها ونفوذها في سوريا، وإلا ألقت به على قارعة الطريق كما فعلت بمبارك؛ ولذلك كانت سياسة أمريكا منذ بداية الثورة قائمة على إطالة عمر نظام بشار حتى ينضج البديل أو تجهض الثورة، فسفكت من أجل ذلك الدماء وحيكت المؤامرات، وتم احتواء الفصائل من خلال المال السياسي القذر. كما أتت أمريكا بإيران وحزبها في لبنان، ثم بروسيا والنظام العلماني المتأسلم في تركيا، فأوغلوا جميعا في دماء أهل سوريا وفق أجندة أمريكا لمساندة بشار والحفاظ عليه.
لذلك فلا يمكن الحديث عن تضارب حقيقي في موقف أمريكا الراسخ من حيث إن إزاحة بشار لم تكن يوما على أولوياتها، وهي لا يمكن أن تترك مصيره ليقرره "الشعب السوري"، ومتى أعطت أمريكا الشعوب حق اختيار حاكمها، أو تقرير مصيرها بنفسها؟! والخلاصة هي أن أمريكا لن تتخلى عن عميلها ما وسعها ذلك، خشية نجاح الثورة في إسقاطه وإقامة الخلافة. ولكن خاب فألهم وطاش سهمهم فالخلافة الراشدة على منهاج النبوة هي وعد الله سبحانه وتعالى، وبشرى رسوله e، وستكون الشام عقر دار الإسلام قريبا إن شاء الله، كما أخبر الحبيب e، وأنف أمريكا راغم.
رأيك في الموضوع