ضم السفير الأمريكي السابق دان سيمبسون صوته إلى أصوات ممثلي الطبقة السياسية في الولايات المتحدة الذين ينتقدون وبعبارات قاسية سياسة واشنطن الخارجية.
وفي مقالة تحت عنوان "السلام على وجه الأرض؟ لا قبل أن تكف الولايات المتحدة عن تجارة الأسلحة وإشعال الحروب"، نشرتها عشية رأس السنة الجديدة صحيفة "Pittsburgh Post-Gazette"، التي يشغل فيها سيمبسون منصب مساعد رئيس تحريرها، كتب الدبلوماسي الأمريكي السابق ما يلي:
"إن تحليل موقف الآخرين من الولايات المتحدة في نهاية العام 2015، يدفعني إلى استنتاج أننا أمة القتلة داخل بلادنا وفي خارجها، وتلك هي سمعتنا سواء رضينا بها أم لا. فإن أغلبية الأجانب الذين أصادفهم يعتبروننا مجانين. والجميع تقريبا يرون فينا خطرا على المجتمع الدولي".
ويتابع سيمبسون قائلا إنه لا يبقى أمام الدول الأخرى سوى أن يسألوا ربهم أن يحميهم من رغبة الولايات المتحدة في فرض إرادتها عليهم "أكان ذلك عن طريق تحديد شكل حكومة نرى أنه يناسبهم، أو عن طريق اتخاذ انتهاكات نزعم بأنهم ارتكبوها كذريعة لقصفهم بالقنابل أو إرسال طائرات من دون طيار لقتل زعمائهم"،
وضرب السفير السابق لدعم رأيه هذا عددا من الأمثلة: من العراق وإلى أفغانستان، ومن ليبيا إلى اليمن.
ويختم سيمبسون مقالته بدعوته إلى سحب القوات الأمريكية من الدول الأجنبية التي تتواجد فيها هذه القوات قائلا: "لن يسود السلام على وجه الأرض ما لم نفعل ذلك.. دعونا لا نكون قتلة". (روسيا اليوم)
: السفير الأمريكي السابق سيمبسون يتكلم بصراحة ودون مواربة عن حقيقة النظرة السلبية الموجودة عند الشعوب الأخرى تجاه أمريكا، تلك الحقيقة التي عمل على إخفائها المحافظون الجدد وعلى رأسهم جورج بوش الابن عندما قال: "لماذا يكرهوننا مع أننا أناس طيبون"، وعمل مع المحافظين الجدد على تضليل الرأي العام الأمريكي من خلال الترويج لمقولة: "إن الأشرار يكرهون أمريكا كرها بقِيَمِها ويحسدونها على نجاحاتها".. إن الحقيقة التي صرّح بها السفير الأمريكي السابق أن النظرة العدائية الموجودة تجاه أمريكا إنما هي بسبب سياسات أمريكا وهذا ما جعل الآخرين يعتبرون الأمريكيين "أمة القتلة".. فسياسات أمريكا العدوانية تجاه المسلمين في أفغانستان والعراق وليبيا واليمن ودعمها الكبير والدائم لكيان يهود هي وراء تلك النظرة. وهو أوضح أنه لا سلام في العالم ما دامت أمريكا تتبع نفس السياسة. ونزيد على قول السفير الأمريكي: إن السبب الكامن وراء سياسات أمريكا لا ينحصر في أشخاص يوجدون في الحكم ويقومون بتنفيذ سياسات عدائية بل إن السبب الحقيقي يكمن في الحضارة الغربية التي صوّرت الحياة بأنها المنفعة، وهذا جعل الدول القائمة على أساس الحضارة الغربية دولا مستعمِرة لا تقيم وزنا لأية قيمة إلا القيمة المادية.. فالخطر الحقيقي على العالم و"السلام" فيه إنما يتأتى من تلك الحضارة التي قامت على أساسها دول كأمريكا وبريطانيا وفرنسا وأنتجت سياسات كانت وما زالت كارثية على أمم وشعوب العالم.
رأيك في الموضوع