نقلت صحيفة التليجراف البريطانية عن مصادر في الحكومة البريطانية: "إنّه وسط مخاوف من أن يستخدم مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية معقلاً جديداً على طول امتداد ساحل البحر المتوسط لاستهداف أوروبا فإنّ بريطانيا قد تشن عملاً عسكرياً في ليبيا"، وقال توبياس الوود وزير شؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية: "إنّه في المناطق التي أوجد فيها تنظيم الدولة موطئ قدم على طول البحر الأبيض المتوسط نحن نعمل بشكل وثيق مع الشركاء الدوليين لتحديد أماكن وجوده وكيفية التصدي له"، وأفاد مصدر حكومي سُئل عمّا إذا كانت ليبيا يُمكن أن تكون الهدف التالي للتدخل العسكري البريطاني فقال: "الأمور تسير في هذا الاتجاه".
وأمّا فرنسا فقد أعلنت أنّها قد أرسلت طائرات للتجسس فوق ليبيا لتقويم حجم التهديد الذي يُشكّله تنظيم الدولة في ليبيا وذلك بحسب ما قال المسؤولون الفرنسيون، ودعا رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس إلى: "توسيع الجهود الدولية لسحق مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية لتمتد إلى منطقة شمال إفريقيا".
: تأتي هذه التصريحات والتحركات البريطانية والفرنسية بالتزامن مع الأخبار التي تحدثت عن التوقيع على اتفاق صخيرات بين جماعة المؤتمر الوطني العام في طرابلس وجماعة برلمان طبرق على نحوٍ مفاجئ، وذلك بعيد استقالة المبعوث الأممي السابق برناردينو ليون.
وقد حاولت أمريكا استخدام المبعوث السابق لضرب النفوذ الأوروبي وتقوية عميلها حفتر، لكنّها وإن نجحت على المدى القريب فإنّها لم تنجح على المدى الأبعد في تثبيت عميلها، واختراق صفوف جماعة عملاء الإنجليز طويلاً، لذلك فها هم عملاؤهم في طرابلس وطبرق يعودون للوقوف جبهة واحدة أمام الأمريكان وعملائهم، وذلك بعد توقيع الاتفاق الذي ينص على إقامة حكومة موحدة تجمع الطرفين، وبالتالي فلم يبق أمام أمريكا لتخريب التقارب بين الفرقاء الليبيين التابعين للأوروبيين إلا استخدام ورقة تنظيم الدولة لمحاولة منع سيطرة الأوروبيين على ليبيا، لذلك كان التفكير بمهاجمة التنظيم عسكرياً أمرا ضروريا بالنسبة لبريطانيا وفرنسا لإعادة فرض الهيمنة الأوروبية الكاملة على ليبيا.
وهكذا تبقى بلاد المسلمين مسرحاً للصراع العالمي بين القوى العظمى، ومكاناً للغزو والاجتياح، ويبقى أبناء الأمة الإسلامية ضحايا لهذا الصراع وذلك الغزو، وما كان ذلك ليكون لولا حفنة من الحكام العملاء والخونة، عادوا شعوبهم، ووالوا أعداء الأمة، وأسلموها للغزاة المستعمرين.
رأيك في الموضوع