طالب قادة دول مجلس التعاون الخليجي وممثلوهم، يوم الأحد 1/12/2024م، في البيان الختامي الصادر عن الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تستضيفها دولة الكويت، بوقف جرائم القتل والعقاب الجماعي في غزة، وتهجير السكان، وتدمير المنشآت المدنية والبنية التحتية، وطالبوا بالتدخل لحماية المدنيين ووقف الحرب ورعاية مفاوضات جادة للتوصل إلى حلول مستدامة، مؤكدين مواقفهم الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال، ودعمهم لسيادة الشعب الفلسطيني على جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ حزيران/يونيو 1967م، وتأسيس الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وضمان حقوق اللاجئين، وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وفيما يتعلق بلبنان فقد أكد القادة التضامن الكامل مع لبنان.
معقبا على هذا التواطؤ والخذلان قال بيان صحفي صادر عن المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير: وهكذا اجتمع قادة الخليج، ويا ليتهم ما اجتمعوا، ليكرروا مواقف الإثم والخذلان، فلم تحركهم دماء أهلنا في غزة التي تسفك منذ أكثر من 422 يوما، ولا أشلاء الشهداء، وركام الدمار التي ملأت غزة وشوارعها وأحياءها، ولم تهتز مشاعرهم وهم يرون أطفال ونساء غزة وهم يموتون جوعا وبردا، والمياه تجري من تحت خيامهم والسماء من فوقهم تهمرهم بالأمطار، كل هذه المشاهد التي أنطقت الحجر وأبكت الصخر، لم تجد لقلوب هؤلاء القادة سبيلا، ولم تجد لها مكانا في قراراتهم.
وأضاف: فاجتمعوا على الإثم والخذلان وبدل أن يحركوا الجيوش لإيقاف حرب الإبادة التي يشنها جيش يهود على أهلنا في غزة، فينصروهم ويحرروا فلسطين والمسجد الأقصى، وهم قادرون على ذلك، اكتفوا بالمطالبة بوقف الحرب وإنهاء الاحتلال ووضع حد لجرائم يهود، وكأنهم طرف محايد يتحدث من بعيد بعيد، أما النظام الدولي الذي ترأسه أمريكا، رأس الكفر والإجرام، فهو بنظرهم الطرف القريب الذي توجه إليه الدعوات والمطالبات!
وتابع البيان: ويا ليتهم اكتفوا بالمطالبات تلك، لنقول إنهم اكتفوا بخذلان أهلنا في غزة ومسرى رسول الله ﷺ وقبلة المسلمين الأولى، فاختاروا العجز ولم يجمعوا معه الفجور، ولكنهم أتبعوا الخذلان بالإثم والفجور بتأكيدهم على الدعوة لتأسيس دويلة فلسطينية هزيلة إلى جوار كيان يهود الغاصب، وذلك وفق مبادرة السلام العربية الخيانية التي تقر يهود على اغتصاب ثلاثة أرباع الأرض المباركة وتطبيعا كاملا مع الدول القائمة في بلاد المسلمين، ووفق القرارات الدولية التي جعلت من كيان يهود واقعا وصاحب حقوق ومظلومية. أما لبنان فكان نصيبه من خذلانهم أن أعربوا عن تضامنهم معه فقط!
واختتم البيان الصحفي مؤكدا: إنّ حكام الخليج مثلهم مثل كل حكام المسلمين ليسوا إلا حراسا لمصالح الاستعمار في بلادنا، فلا يجتمعون إلا على ما يريده منهم، فخطواتهم آثمة وقراراتهم منكرة، ولا نتوقع منهم غير ذلك؛ لذلك على جيوش الأمة أن تأخذ زمام المبادرة لتعيد الأمور إلى نصابها، لنعود أمة واحدة تحت ظل إمام واحد يسهر على مصالحنا وحاجاتنا، ويستنفر الأمة كلها إذا ما تعرض شبر واحد من بلادها لعدوان، فتنهي بذلك هذه الحقبة السوداء التي تحياها الأمة. قال رسول الله ﷺ: «لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ، وَلَا يَتْرُكُ اللهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللهُ هَذَا الدِّينَ، بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ؛ عِزّاً يُعِزُّ اللهُ بِهِ الْإِسْلَامَ، وَذُلّاً يُذِلُّ اللهُ بِهِ الْكُفْرَ».
رأيك في الموضوع