نشر موقع بوليتكو تقريرا بعنوان: "المزيد من الشاحنات تدخل إلى غزة ولكن التأخيرات على الحدود تعيق عملية التوزيع". جاء فيه أن العدد الرسمي للشاحنات التي عبرت الحدود وفقا لتنسيق الأنشطة الحكومية (الإسرائيلية) في المناطق لا يأخذ في الاعتبار الازدحام الذي يوجد فيه الكثير من البضائع في المنطقة المحظورة التي لا يمكن لجماعات الإغاثة الوصول إليها. وأورد التقرير ما قالته جيني بايز، منسقة الاستجابة للطوارئ في الأونروا، ذراع الأمم المتحدة العاملة في غزة: "لدينا حوالي أربع ساعات في الصباح، في يوم جيد، وربما ساعتين أو نحو ذلك في فترة ما بعد الظهر لجمع كل البضائع". "يمكن للجانب (الإسرائيلي) أن يقوم بعمليات متواصلة يمكنها بسهولة تسجيل أرقام أعلى".
إزاء هذا الخبر كتب الأستاذ حسام الدين مصطفى تعليقا بثته إذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، قال فيه: التقرير أورد عن مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته أن الإدارة الأمريكية تدرك الحاجة إلى حل القضايا اللوجستية التي تؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة. وبحسب التقرير فإن عمال الإغاثة ومسؤوليْن أمريكيين آخرين، طلبا عدم الكشف عن هويتهما للحديث عن تفاصيل عملية حساسة قالوا: "إن آلية المحاسبة معقدة وغير موحدة، ما يؤدي إلى تنافس الروايات حول حجم المساعدات التي تصل إلى غزة". ويقول عمال الإغاثة أيضا "إن إحصاء (إسرائيل) لعدد الشاحنات القادمة من مصر مضلل لأنها لا تشير إلى أن هذه الشاحنات صغيرة بشكل خاص، حوالي نصف حجم شاحنة المقطورة القياسية التي تستخدمها منظمات الإغاثة، بما في ذلك الأونروا، لنقل المساعدات". كما يتحدث التقرير أيضا عن اختلاف في إحصاء كمية المساعدات، فالأمم المتحدة تحصي عدد منصات المساعدات التي تحويها كل شاحنة في حين يستخدم الكيان الطن المتري، ولا تمتلك الأمم المتحدة ميزانا لوزن الشحنات في الجانب الآخر. ويخلص جميع عمال الإغاثة الأربعة - بحسب التقرير - إلى القول إنه لم يتغير الكثير ماديا في غزة منذ يوم الأحد بعد إعلان دولة الكيان عن فتح المعابر الإضافية لدخول المساعدات.
وأضاف الأستاذ حسام الدين بأن هذه المعلومات الواردة في التقرير تؤكد على مقدار إجرام كيان يهود وتعمده مع سبق الإصرار والترصد تجويع أهل غزة فضلا عن ولوغه في دمائهم ولوغ الحاقد المتعطش للانتقام والتشفي بضحيته دون اعتبار لأي قيمة لبشر. وبالرغم من ضغط أمريكا عليهم لإدخال المزيد من المساعدات بعد قتل كيان يهود سبعة - من غير أهل غزة ـ فإنهم يتلكأون ويضعون العراقيل تلو العراقيل ويتحايلون ويراوغون لكي لا تدخل مساعدات أكثر للجوعى في القطاع. واستدرك الأستاذ حسام الدين قائلا: ولكن مهلا، أليس هذا ديدن يهود؟ قوم بهت! ألم يراوغوا ويتلكأوا ويبحثوا عن الأعذار كي لا ينفذوا أمر الله لهم بذبح بقرة؟ حتى قالوا ﴿إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا﴾؟ وهذا كله في إدخال الطعام للجوعى، فكيف بطاولة المفاوضات على "الهدنة" التي تدار بمشاركة مصر وقطر ومعهم وليام بيرنز؟ وختم تعليقه بأنه من نافلة القول إن مجرد اعتبار مصر وقطر أنفسهما "طرفين محايدين" هو خيانة وإجرام فوق خيانتهم وإجرامهم هم وبقية حكام المسلمين يوم تخاذلوا عن نصرة المسلمين في غزة والقيام بما فرضه الله عليهم. ولكن عوداً إلى تلك المفاوضات على الهدنة، فإن ما يجب أن يكون مدرَكا ومقطوعا به أن التحايل والمراوغة ونكث العهود هو ديدن قتلة الأنبياء منذ القدم ولن يتغير اليوم، فهل من معتبر؟!
رأيك في الموضوع