في معرض حديثه عن قضية فلسطين وما يحصل في قطاع غزة صرح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع رؤساء وزراء إسبانيا وبلجيكا، أنه يجب التحرك في مسار مختلف وهو اعتراف المجتمع الدولي بدولة فلسطينية وإدخالها إلى الأمم المتحدة، وأشار إلى أن ما يحدث في قطاع غزة أمر خطير وهو تهجير قسري إلى خارج القطاع، وأنه يجب إيجاد مناطق آمنة في كل قطاع غزة لإيواء من فقدوا منازلهم.
ونوه السيسي بأن "هذا يعكس مسؤولية حقيقية من جانب المجتمع الدولي والمهتمين بتحقيق السلام بالمنطقة فإنه لا يصح أن نتعرض كل 5 سنوات لهذا الاعتداء الغاشم، وينتج عنها ضحايا"، مشدداً على أنه "يجب إحياء المسار وحل الدولتين". (روسيا اليوم، 24/11/2023)
كما هو الحال مع كل حرب دموية ضد أهل الأرض المباركة يخرج من يريد أن يوظف هذه الحرب في إحياء مشروع الخيانة والتفريط؛ مشروع الدولتين الذي يُثبّت يهود وينهي الصراع لصالحهم، وهذا ما يسعى له السيسي في خضم هذه الحرب، وذلك على الرغم من قساوة هذه الحرب في ظل كيان مجرم قذر دموي بلا أخلاق ولا رحمة، استخدم كل أنواع الأسلحة في هجومه على الأطفال والنساء والمدارس والمستشفيات وكل مقومات الحياة، وعلى الرغم من إصراره على إكمال الحرب البشعة بعد أن تنتهي الهدنة بغطاء أمريكي، على الرغم من كل ذلك ما زال حكام المسلمين ومنهم السيسي يتحدثون عن السلام المزعوم بينما الجثث لم تدفن في كثير من مناطق القطاع، ويريدون إحياء مشروع تفريطي لم يبق له كيان يهود أرضاً ليقوم عليها بعد عقود من المراوغة والتمدد وفرض الوقائع، بل ويريدها السيسي دولة منزوعة السلاح وبحماية قوات من حلف الناتو لتدويل احتلال فلسطين ورفع فاتورة تحريرها!
هكذا هو الحال؛ بينما يضحي الناس بأرواحهم وممتلكاتهم وأبنائهم وكل ما يمتلكون دون أن يقبلوا التفريط أو التهجير بل ويحتضنون كل من يواجه هذا العدو وقلوبهم مطمئنة أن النصر قريب وأن الأمة وجيوشها تقترب يوماً بعد يوم من التحرك الذي ينهي يهود ويحرر هذه البلاد على خطا معركة حطين وعين جالوت، بينما يقدمون هذه المواقف المشرفة التي تبعث الحياة في قلوب الأمة وجيوشها، يخرج الحكام العملاء ويتحركون لتحويلها إلى حطب لاستئناف المفاوضات وعمليات السلام ومشروع الدولتين الذي يغضب رب العالمين ولا يرتقي لظفر طفل ممن استشهدوا في قطاع غزة وهم بالآلاف!
إن أمريكا تتحرك بشكل جاد للاستفادة من نتائج هذه الحرب في إحياء مشروع الدولتين، وهذا ما أكد عليه بايدن ضمن خطابه في اليوم الأول للهدنة، وقد تحدث عن اتصالات مع السيسي وزعماء المنطقة، أما كيان يهود فيفكر في إكمال الحرب رغم صعوبتها وصلابة المجاهدين؛ أملاً منه في الوصول إلى تغيير سياسي وعسكري في القطاع يعيد له شيئا من هيبته، ولكن مع آلية تعيق مشروع الدولتين. وما بين محاولات الأطراف وأدواتهم ومشاريعهم دماءٌ وأشلاء ودمار وصرخات وآهات وصمود ورباط وجهاد وبطولات تنادي أمة الإسلام وجيوشها للتحرك والنفير للقضاء على كيان يهود وتطهير الأرض المباركة من شروره.
إن هذه الدماء سوف تكون لعنة على كل من يحاول التجارة بها أو توظيفها في مشاريع نجسة وعلى رأسها مشروع الدولتين، وأهل فلسطين سيكونون بالمرصاد لكل خائن وسمسار؛ حاكما كان أو سياسياً، وأهل فلسطين شرفاء لن يقبلوا بالتفريط والتنازل عن معظم الأرض المباركة ولا عن شبر منها، وهم يتبرأون من منظمة التحرير التي قبلت وخانت أرض الإسلام التي حكم الله بأمرها من فوق سبع سماوات وفتحها الفاروق رضي الله عنه وبشر الرسول ﷺ بعودتها من حكم يهود وقتلهم فيها.
رأيك في الموضوع