أيها المسلمون: إلى متى تبقون وقوداً للفتن ومخططات عدوكم؟ فبالأمس مزق الكافر المستعمر خلافتكم إلى نيف وخمسين دولة، وجعل هذه الدول تتصارع على حدود وهمية وضعها بينها، واليوم يفرض عليكم مخططاً أخبث من سابقه بتمزيق البلاد على الأساس الطائفي والقومي والعرقي، ويهيئ الشعوب لهذا المخطط الإجرامي ليكون تقسيمه دائمياً. أما آن لكم أن تفيقوا من غفلتكم وتضعوا الذل عن رقابكم؟ أما آن لكم أن تنادوا بهويتكم الإسلامية وتنبذوا الطائفية والقومية والعرقية؟ أما آن لكم أن تقدموا التضحيات الكريمة لنصرة دينكم، بدل التضحيات الكبيرة والرخيصة لخدمة مشاريع عدوكم؟!
فإلى العمل الجاد لعودة الإسلام إلى معترك الحياة، وتحكيم شرع الله، وعز الدنيا والآخرة ندعوكم أيها المسلمون، واعلموا أنَّ الله سبحانه وتعالى لم يخلقنا عبثاً، وقد فرض علينا هذا الأمر الذي فيه ذكرنا ورفعتنا، قال تعالى: ﴿لَقَدْ أَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ﴾، ولا يتحقق هذا الذكر، ولا هذا الشرف إلا بالإيمان بالله وتحكيم كتابه، والكفر بالطاغوت ونبذ دستوره، مصداقاً لقوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَن يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَن يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُضِلَّهُمْ ضَلَالاً بَعِيداً﴾.
رأيك في الموضوع