قام الحرس الرئاسي في دولة النيجر يوم الخميس 27/7/2023م بعملية انقلاب على نظام الحكم، حيث أعلنوا في بيان متلفز أنهم قد عزلوا الرئيس النيجيري محمد بازوم، وشكلوا "المجلس الوطني لحماية الوطن" برئاسة الجنرال عبد الرحمن تشياني، ثم ما لبث أن تبعهم الجيش بإعلان تأييده لقادة الانقلاب. وكان مما جاء في بيان قادة الانقلاب التعهد بـ"احترام كل الالتزامات التي تعهدتها النيجر" وأعطوا التطمينات للمجتمع الوطني والدولي والمحلي "باحترام السلامة الجسديّة والمعنويّة للسلطات المخلوعة".
وتعقيبا على ذلك قال مدير المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير المهندس صلاح الدين عضاضة في بيان صحفي أصدره الأربعاء 15 محرم 1445هـ، 2/8/2023م: إنه لمن المحزن أن قادة جيوش المسلمين لا يزالون فاقدين لبوصلتهم، وأنهم لم يتخلوا عن مذهب التبعية الذي فرضته عليهم الدول الاستعمارية. وها هم الآن قادة العسكر في النيجر ينفذون انقلاباً على نظام الحكم، ولكنهم يفعلون ذلك داخل إطار التبعية للدول الاستعمارية.
وأضاف عضاضة مؤكدا على قوله بأن هذه الانقلابات العسكرية التي تجري في بلاد المسلمين هي للأسف تتم داخل إطار التبعية للدول الاستعمارية: وما نراه من تصرفات العسكر في السودان خير شاهد على تلك التبعية. فكيف يمكن لجنرالات أن يكونوا قادرين ومستعدين لإصدار أوامر بأن تُحرث مدن بلادهم بالقذائف والصواريخ، فيشردوا أهلهم من ديارهم بأيديهم، ولكنهم لا يجرؤون على أن يخطو خطوة واحدة خارج الدائرة السياسية التي ترسمها لهم دولة استعمارية؟! إلى متى سيبقى هؤلاء القادة خائفين من الخروج من تحت الغطاء السياسي الاستعماري، إلى ظل الغطاء السياسي المستمد من أمتهم؟!
وتابع المهندس عضاضة متعجبا من تصرفات قادة الجيوش في بلاد المسلمين ومتسائلا: ألم يدرك قادة الجيوش بعد أن ما تمليه عليهم الدول الاستعمارية هو خيانة لأمتهم عاقبته نار جهنم، وأن ما عند الله تعالى هو حق مطلق عاقبته جنة عرضها السماوات والأرض؟!
ألم يدرك قادة الجيوش بأن الأمة الإسلامية هي أمة شجاعة معطاءة وفيّة لقادتها، بل هي تتغنى بمن رشد وأصلح منهم وتسمي أبناءها بأسمائهم تيمنا بهم ووفاء لما قدموه للإسلام والمسلمين؟!
ألم يدرك قادة الجيوش بأن الأمة الإسلامية تواقة لاستئناف الحياة الإسلامية، وأن الخلافة قد أصبحت رأيا عاما عندها؟!
متى سيبدأ هؤلاء القادة بتحقيق مصالح المسلمين؟ متى سيعلنون انفكاكهم عن الاستعمار وشره فينصروا الإسلام وأهله؟ قال تعالى: ﴿وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾.
وختم المهندس صلاح الدين عضاضة بيانه الصحفي بقوله: إننا في حزب التحرير ندعو جميع المخلصين، ونخص في هذا المقام صناع الرأي من أصحاب المنابر والمنصات والمواقع، إلى أن يحملوا مسؤولية نصرة الإسلام والمسلمين إلى قادة الجيوش؛ لأنهم قادرون على تصحيح بوصلة جيوش المسلمين. وأن يعلموا الأمة بقضيتها المصيرية ألا وهي إقامة الخلافة، وأن إقامتها تقع على عاتق قادة جيوش المسلمين وذلك حتى تأطرهم الأمة على هذا الواجب أطرا. وإن تبيان هذه الحقيقة للأمة لهو كفيل بأن يسارع في ازدياد وعيها على قضيتها المصيرية. فالله الله بالإسلام والمسلمين يا صناع الرأي في الأمة الإسلامية. قال تعالى: ﴿وَيَزِيدُ اللهُ الَّذِينَ اهْتَدَوْا هُدًى﴾.
رأيك في الموضوع