إن هدم الخلافة على يد الاستعمار وعملائه كان جريمة كبرى وخسارة للبشرية جمعاء وبهدمها سقطت كل القيم الروحية والإنسانية والأخلاقية وسيطرت قيمة واحدة وهي القيمة المادية والنفعية والأنانية التي تمثل العمود الفقري للنظام الرأسمالي الجشع الذي هيمن وأصبح يحكم العالم، ولم يكتف الغرب بتلك الجريمة بل عمل على تشويه حقيقة الخلافة بإظهارها أنها خلافة قتل وتفجير وقطع للرؤوس وتفنن في التعذيب، مستخدماً سيناريوهات تم إنتاجها في أروقة المخابرات وذلك ليغطي على تلك الصورة المشرقة لدولة الإسلام التي حكمت العالم ثلاثة عشر قرناً بالعدل والإحسان فكانت نموذجاً حضارياً ومدنياً جذب الشعوب والأمم في شتى مجالات الحياة، وكانت الدولة صخرة تتحطم عليها أطماع المستعمرين، ومن ثم بدأ الغرب شيئاً فشيئاً يستشعر قرب قيام دولة الإسلام وأن سياساته الإجرامية رغم ما حققته من أهداف خبيثة إلا أنها لا تستطيع الحيلولة دون نهضة المسلمين فبدأ يتخبط يمنة ويساراً في هجومه على الإسلام، فتارة يهاجم ما يسميه الإسلام السياسي وحركاته، وتارة يهاجم النبي عليه الصلاة والسلام، وتارة يهاجم ما بقي من أحكام مطبقة من النظام الاجتماعي، وتارة يهاجم العبادات، وتارة يهاجم الخمار، وتارة يهاجم المآذن، وكله تحت ذريعة حرية الرأي ومكافحة "الإرهاب".
رأيك في الموضوع