عندما يتساءل الناس لماذا حزب التحرير؟ نقول لهم: لأنه لا يرضى غير إقامة الخلافة غاية له ولا يرضى أن يكون جزءاً من المعادلات التي تحتوي العملاء وتصوغها دول الكفر، ولأنه يريد للأمة أن تملك إرادتها فعلا ولا يقنع بالمشاركة في حكومات عميلة فاجرة، ولأنه لا ينسى منهاجه الرباني ولا يخوض مع الخائضين، ولا يجلس على الفرُش النجسة ولا يتزلف للمنافقين، ولا يرضى بأنصاف الحلول وأرباعها، ولا يقبلُ بالدول الذليلة المستَرَقّة، ولا يبحث عن المكاسب والمناصب، بل يثبت على منهاجه في طلب الحق والبراءة من رجس الباطل والوقوف في وجه أعداء الأمة، لينفي عن الإسلام تفريط المفرّطين وميوعتهم وانحلالهم، وغلو الغالين وتنطعهم وشدتهم، ويظهر للأمة عدوها من صديقها، ويدعوها في كل فتنة إلى لزوم طريقها، ولأنه لا يقبل بالتخلي عن حكم الله ليستبدل به المناهج الأرضية، ولا يقبل بحكم لا ينبثق من نور الشريعة، ولا يبتلع الوهم بالعز وهو تحت ظلّة الذل، ولأنه لا يفرق الأمة فلا يرى أنه جماعة المسلمين ومن خرج منها ففي النار، بل هو جمع رجالاً انتظمهم فهمٌ خاص للإسلام يحتم عليهم خدمة الأمة بقيادتها إلى مسارب النجاة في ظل التزام حاد بأحكام الشريعة، لا يحيدون عن المنهاج حتى يلاقوا ربهم. اكتنف ذلك كله عند الحزب وعي على الإسلام ووعي على العالم ومعرفة بتشكلات الموقف الدولي وقراءة واعية لها دون مجاملات ومهادنات. من أجل هذا كله كان خيارُنا حزب التحرير الرائد الذي لا يكذبُ أهله.
فيا أيها الشباب يا أمل الأمة ورجاءها، لا تكونوا كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول! اعلموا علم اليقين أن هدى الله هو الهدى، قال تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ﴾ واعلموا علم اليقين أن ما بين أيدينا في هدي ربنا وشريعته الحياة المستقيمة والعيش الكريم، قال تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى * وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً﴾.
ولأجل ذلك فلتعملوا مع حزب التحرير لاستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، ولتعيدوا سيرة شباب المسلمين السابقين الأولين. فقد كنتم يا معشر الشباب أول حلقة في الإسلام بعد إسلام أبي بكر وخديجة رضي الله عنهما، وكانت أول دار لاجتماع المسلمين لتدارس الإسلام دار الشاب الأرقم بن أبي الأرقم رضي الله عنه، وكان الشاب مصعب بن عمير أول سفير في الإسلام عندما أرسله النبي ﷺ إلى المدينة ليعلم الناس دينهم، فلقب رضي الله عنه بمصعب الخير الذي أجرى الله الخير على يديه فأسلم أهل المدينة، وكان شباب الأنصار رضي الله عنهم الذين خرجوا لنصرة رسول الله وبيعته عند العقبة الثانية هم أول لبنة في قيام دولة الإسلام، فجمعهم الله مع من سبق من إخوانهم الذين هاجروا إليهم فقال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ﴾ فبسطوا العدل وعم الخير وسخروا العلم لتعمير الأرض وخدمة الناس، وحملوا الإسلام إلى العالم، فكونوا أمثالهم واعملوا معنا لإقامة دولة الإسلام فهي معقد عزنا ومرضاة ربنا وطريقنا إلى الجهاد وتحرير البلاد والعباد.
رأيك في الموضوع