أكدت افتتاحية جريدة التحرير - جريدة سياسية يصدرها حزب التحرير في ولاية تونس - أن الرئيس قيس سعيد لا يختلف في شيء عن سابقيه فهو كغيره يرتمي على أعتاب صندوق النقد الدولي والبنك العالمي. والجميع يتحدث عن الأزمة وضرورة حلها وكلهم رئيسا ومعارضة، قِبلتهم أوروبا وصندوق النقد والبنك الدوليان، والجميع يعلم أنهما أداة للسيطرة على الشعوب، حيث تُهدر السيادة والإرادة، الفخ الذي تقاد إليه الشعوب، لتقع في مصيدة الدول المستعمرة التي استبدلت بالقوة العسكرية المكلفة قوة ناعمة تهيمن بها دون كلفة. وأضافت الافتتاحية: إن القرار في تونس ليس في قرطاج أو القصبة بل هو في السفارات الأجنبية وأروقة المؤسسات الدولية. وهنا تكمن القضية؛ فتونس بلد مستعمر تحت الوصاية المباشرة لا يملك من القرار شيئا، إذ يتعرض الشعب التونسي لأخطر عملية ترويض وتدجين طرفاها الرئيس من جهة بأزماته المفتعلة، والمعارضة من جهة أخرى باحتجاجاتها المدروسة، أما المطلب الرئيس فغائب بل مغيّب. وخلصت افتتاحية التحرير إلى القول: المطلب الوحيد لشعب تونس هو أن يسترد بلاده من أيدي الناهبين والعابثين، ولأن عدونا الحقيقي هو المستعمر المتحكم في البلاد عن طريق هذه الفئة الحاكمة التي تنفذ سياساته القاتلة، ولأنّ بعثات صندوق النقد والبنك الدوليين هي إحدى أخطر أسلحة المستعمر، فالواجب أن تتحد الجهود وتدخر الطاقات كلها من أجل تحرير بلادنا ولن يكون ذلك إلا بدولة حقيقية، ذات سيادة قولا وفعلا، ورجل دولة من الطراز الذي لا يعرفه أشباه الحكام في تونس.
رأيك في الموضوع