(أنقرة/الأناضول، الخميس، 19 جمادى الأولى 1443هـ، 23/12/2021م) أكد الرئيس التركي أردوغان، ضرورة بذل كافة الأطراف جهودا لتعزيز أجواء السلام والاستقرار في الشرق الأوسط.
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال لقائه، الأربعاء، مع الجالية اليهودية التركية وأعضاء تحالف الحاخامات في الدول (الإسلامية)، في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة.
وتابع: "تحذيراتنا للحكومة (الإسرائيلية) هي ضمان التعامل مع الأمور من منظور السلام والاستقرار على المدى الطويل في الشرق الأوسط".
وأوضح أن أي خطوات سيتم اتخاذها فيما يخص القضية الفلسطينية، لا سيما القدس، لن تسهم في أمن واستقرار الفلسطينيين فقط بل ستشمل (إسرائيل) أيضا.
وأردف: "لذلك أولي أهمية لحوارنا الذي تم إحياؤه مجددا سواء مع الرئيس (الإسرائيلي) إسحاق هرتسوغ أو رئيس الوزراء نفتالي بينيت". ولفت أردوغان إلى الأهمية الحيوية للعلاقات التركية (الإسرائيلية) في أمن واستقرار المنطقة.
الراية: يؤكد أردوغان في تصريحاته هذه حرصه على أمن واستقرار كيان يهود وعلى العلاقة الحيوية معه. وينطلق أردوغان في ذلك من فكره العلماني ومن موالاته لأمريكا الصليبية التي جعلته بيدقا بيدها ينفذ سياساتها وخططها في بلادنا سواء في الشام أو العراق أو ليبيا أو حتى في فلسطين، حيث أعلن بصراحة انحيازه التام لأعداء الأمة وخططهم في تثبيت كيان يهود في الأرض المباركة.
ويؤكد أردوغان على أهمية التطبيع مع كيان يهود وبناء العلاقات الاقتصادية معه حتى في ظل الاختلاف (الصوري) معه على آليات الحل لقضية فلسطين! وذلك واضح جلي في تصريحاته، كيف لا وقد لفت إلى "الأهمية الحيوية للعلاقات التركية (الإسرائيلية) في أمن واستقرار المنطقة"، مذكراً بأن "العلاقات بين البلدين تتقدم في المجالات الاقتصادية والتجارية والسياحية ضمن مسارها، رغم اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية"، وهو بذلك يبعث رسالة مفادها أن العلاقات مع كيان يهود والتطبيع معه والاعتراف بأحقيته في الوجود لا يفسدها "اختلاف الرأي حول القضية الفلسطينية".
إن أردوغان يكرس هجمته على الأمة الإسلامية بانحيازه لخطط أمريكا في بلادنا وعلى رأسها تثبيت كيان يهود بوصفه قاعدة متقدمة للغرب الكافر في حربه الصليبية على الأمة الإسلامية، ويسير هذه المرة بلا خجل في التطبيع مع كيان يهود حيث جعل الحديث عنه ونسج العلاقات معه أمراً عاديا وحنكة سياسية في محاولة منه لكسر المحظور عند الأمة الإسلامية وشبابها الذين يتشوقون لاقتلاع كيان يهود من جذوره كما اقتلع صلاح الدين الصليبيين من قبل.
إن أردوغان وحكام المسلمين لن يستطيعوا تضليل الأمة، فالأمة أمام قضاياها المصيرية ترى بوضوح من يقف مع تطلعاتها في تحكيم شرع الله وتحرير الأرض المباركة، ومن ينحاز بكليته مثل أردوغان وأقرانه رويبضات المسلمين إلى أعداء الأمة وعلى رأسهم كيان يهود رغم تصريحاته الجوفاء.
إن اصطفاف أردوغان وحكام المسلمين إلى جانب كيان يهود وتطبيعهم معه لن يغير من حقيقة الحل الشرعي لقضية الأرض المباركة وهو تحريرها من يهود وتطهيرها من رجسهم ودنسهم. وإن تحريرها سيبقى هدفا ثابتا لكل أبناء الأمة الإسلامية المخلصين، هدفاً جسدته الأمة في حطين وعين جالوت وستجسده قريبا بإذن الله في ظل الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ قَرِيباً﴾.
رأيك في الموضوع