أيها المسلمون: لقد أصبحت بلاد المسلمين مسرحاً يتنافس عليه الكفار المستعمرون أيهم أشد فتكاً بالإسلام وأهله، ثم يجدون أدوات لهم من أبناء المسلمين يشدون على أيديهم تأييداً كأنهم لا يعقلون بل هم فعلاً لا يعقلون.
أيها المسلمون: ليس غريباً أن يتنافس أعداء الإسلام على إضعاف البلاد والعباد، ولكن الغريب المحزن أن يتم ذلك بأيدي عملاء لهم محسوبين على الإسلام والمسلمين، ويسكت المسلمون عليهم وهم يرون ويسمعون! ثم يشكون من شظف العيش وضيق المأكل والمشرب، كأنهم لم يعلموا قوله سبحانه: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى﴾.
يا أهل القوة والمنعة: أليس منكم رجل رشيد؟! إنه لا عذر لمعتذر، أفترون أمريكا وبريطانيا تصولان وتجولان في بلادكم، وأدواتهما رجال يعيشون بينكم بل قادة يقودونكم إلى الذل والهوان، ومع ذلك تقدمون المعاذير لكي لا تقفوا في وجههم؟! إن هؤلاء الكفار المستعمرين ﴿لَا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلّاً وَلَا ذِمَّةً وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ﴾، ﴿هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ﴾، وإنَّ من يوالونهم من الحكام في بلاد المسلمين لا يجوز أن يُركن إليهم وهم فسقة ظلمة ﴿وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ﴾، فكيف لا تتحركون؟! كيف لا تأخذكم العزة بالقوة والنصرة فتزيلوا أولئك الطغاة أعداء الله ورسوله؟! كيف لا تأخذكم عزة الإسلام فتتذكروا الأنصار في يوم العقبة الثانية لنصرة دين الله وعباد الله وحملة دعوته؟!
إن حزب التحرير يدعوكم لنصرته لإقامة حكم الله وإزالة الطغاة الذين يتحكمون في البلاد والعباد لمصلحة الكفار المستعمرين، هلمّ يا أهل القوة والمنعة إلى نصرة الله ورسوله لإزالة حكم الطاغوت وإقامة حكم الله فتعزوا في الدارين وذلك هو الفوز العظيم. هلم يا أهل القوة والمنعة واذكروا سعد بن معاذ الذي اهتز عرش الرحمن لموته تكريماً لإيمانه ولنصرته دين الله، أخرج البخاري عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، سَمِعْتُ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: «اهْتَزَّ العَرْشُ لِمَوتِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ».
إن حزب التحرير يدعوكم لنصرته وأن لا تخشوا أعداء الله، وتذكروا قول القوي العزيز، وقوله الحق: ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ﴾.
أيها المسلمون، يا أهل القوة والمنعة: حزب التحرير يستنصركم فانصروه، ويعتز بكم فأعزوه ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.
﴿قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ * وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾.
رأيك في الموضوع