حان الوقت لكي يدرك المسلمون، بعد أن كشف وباء فيروس كورونا فشل مبادئ النظام العالمي الليبرالي الرأسمالي في إدارة الأزمة الحالية التي تفتك بالعالم، وإن كان فشلها قد ثبت منذ زمن بعيد، أنهم أولى من الصين ومن أمريكا ومن أمم الأرض كلها بالعمل على إنقاذ البشرية من الأمراض والأوبئة وتخليص الناس من براثن الرأسمالية، لأنهم أمة تملك عقيدة سياسية روحية صحيحة ينبثق عنها نظام يعالج كافة مشاكل الإنسان، وتملك من القوى المادية من ثروات وطاقات ما لا يملكه سواها. وهذا يستوجب منهم أن يتحركوا لوضع هذه العقيدة والنظام المنبثق عنها موضع التطبيق من خلال إقامة دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، التي ترعى شئون رعاياها رعاية حقيقية صحيحة بغض النظر عن أديانهم أو أعراقهم أو ألوانهم، لا تبتغي من وراء ذلك ربحا ماديا أو منفعة اقتصادية، بل غايتها مرضاة الله تعالى أولا، ثم مصلحة رعاياها، دولة لا توهنها الأوبئة ولا تستغيث عند الأزمات بأعدائها الذين يحاربونها، بل توظف إمكاناتها وطاقات الأمة وكل ما توصلت إليه البشرية من علوم وتكنولوجيا في خدمة البشرية وتكون على أهبة الاستعداد للتعامل مع الأزمات والطوارئ من منطلق مسؤولية الدولة كما اقتضته أحكام الشرع الحنيف.
رأيك في الموضوع