إذا كان صعودُ الغربِ وتقدّمُهُ وتفوُقُهُ وغِناهُ إلى حدِّ البطرِ في القرنِ الماضي، قد كلَّفَنا نحن المسلمين ثمناً باهظاً على كلِّ الصعدِ؛ من الغياب عن المسرح الدولي والتأخر الاقتصادي والعلمي والعسكري، إلى الفقر والمديونيةِ والتبعيّةِ والتجزئة...إلخ، فإنَّ انهيار الغربِ وحصول أزماتٍ سياسيّةٍ ومالية واقتصاديَّةٍ عنده، ستكونُ كُلفتُهُ علينا أكثرَ وأشدَّ وطأًةً؛ ذلك أن التنافسَ الاستعماري وما يتبعهُ من انعكاساتٍ علينا سيزداد.
أما وضعنا الاقتصادي فسيكون نتيجة فشل الغربِ وأزماتِه أكثرَ سوءاً، ذلك أنه سيعوِّضُ النقصَ عنده على حسابنا، بسرقةِ المزيدِ من ثرواتِنا واستعبادِ أبنائنا.
إن المستقبلَ في ظلِّ النظام الرأسمالي الجريح والجائع مرعبٌ لنا نحن المسلمين، ولكل المستضعفين في الأرض.
وحتى نتجنَّبَ ذلك المستقبلَ المرعبَ، الذي ينتظرنا، فيجب علينا نحن المسلمين أن ننتهزَ هذا الواقعَ اليوم للانعتاقِ من هيمنةِ الغرب واستعمارِه ونفوذهِ في بلادنا، ونستعيد سلطاننا وقرارنا، والسيادة لشرعنا، ثمَّ أنْ نسعى للإجهازِ على ذلك النظامِ الرأسمالي الذي أوصلَ البشريّةَ إلى الحضيض ونقضي عليه قضاء مبرما.
ما لم نتدارك الأمر ونفعل ذلك، فإنَّ أياماً أكثرَ سواداً تنتظرُنا والبشريّةَ، في ظلِّ هذا النظامِ الجشعِ والجريحِ. فهلمّ أيّها المسلمون للعمل الجادِّ والسريعِ، فقد آن أوانُكم.
رأيك في الموضوع