نشر موقع (قناة الميادين، الثلاثاء، 8 رجب 1441هـ، 03/03/2020م) خبرا ومما جاء فيه: "أجرى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مكالمة هاتفية، هي الأولى من نوعها، مع أحد أبرز زعماء حركة "طالبان" وكبير مفاوضيها الملا عبد الغني برادر. وقال ترامب إنه أجرى حديثاً "جيداً جداً" مع أحد زعماء الحركة.
وذكرت حركة "طالبان" أن ترامب قال للملا برادر إن "وزير خارجيته (مايك بومبيو) سيصل كابول قريباً لتذليل العقبات أمام الحوار بين الأفغان".
وأشارت في بيان إلى أن ترامب قال للملا برادر خلال الاتصال إن "انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في مصلحة الجميع".
الملا برادر، من جانبه، أبلغ ترامب بأن "العلاقة مع واشنطن ستكون إيجابية إذا احترمت الولايات المتحدة اتفاق السلام"، في حين أعرب ترامب خلال الاتصال عن "سعادته للتحدث مع الملا برادر، وقال إنه يدرك أن الملا يقاتل من أجل أرضه"."
الراية: بعد هزيمتها في أفغانستان عسكريا أمام حركة طالبان، انتصرت أمريكا سياسيا وستتظاهر أيضاً وكأنها ملتزمة بالشروط. في حين إنها انتهكت الشروط في 4 آذار/مارس بعد أيام قليلة فقط من توقيع اتفاق السلام. يمكن أن تؤدي هذه التصريحات أيضاً إلى حدوث صدوع وانعدام ثقة واسع النطاق بين صفوف طالبان، مما يجعل من الصعب للغاية على قيادة طالبان معالجة هذه القضايا في ظل هذه الظروف الفوضوية. البعد الآخر لهذه اللعبة القذرة هو إدارة وقف إطلاق النار مع قوات الاحتلال الأمريكي مع استمرار الحرب مع القوات الأفغانية، والتي سوف تقوض بشكل غير مسبوق شعبية طالبان في نظر أهل أفغانستان. إن مجرد قبول طالبان لشروط الاتفاقية تكون قد تخلت عن الجهاد وعن انتماءاتها العقدية الدولية مع الجماعات الجهادية، وأكدت من جديد سقوطها في هوة نظام الدولة القومية في ظل النظام الدولي الحالي بقيادة أمريكا. فعلى المجاهدين المسلمين والأفغان إدراك الأبعاد المختلفة لهذه اللعبة الأمريكية القذرة، والضغط على السياسيين الأفغان والقادة المؤثرين وطالبان لإيقاف هذا السيناريو الخطير. إن الحرب الأفغانية لن تنتهي بمجرد توقيع الاتفاقات لأن مشكلة أفغانستان ليست مشكلة داخلية، بل مشكلة إقليمية وعالمية. لن يتم حل هذه المعضلة حتى يتحد المسلمون تحت مظلة واحدة ويقيموا دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع