نشر موقع (الجزيرة نت، الجمعة، 12 صفر 1441هـ، 11/10/2019م) خبرا جاء فيه: "أعلنت لجنة جائزة نوبل النرويجية صباح اليوم الجمعة عن اختيارها لرئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد للفوز بجائزة السلام لعام 2019، متفوقا بذلك على نحو ثلاثمئة شخصية تم ترشيحها لهذه الجائزة".
الراية: كون جائزة نوبل للسلام لم يحصل عليها شخص من قبل قط إلا بناءً على إنجازات سياسية مُهمة يحققها خدمةً لمصالح أمريكا والغرب عموماً، فما هي إنجازات آبي أحمد السياسية، التي أهّلته لنيل هذه الجائزة؟
استخدم آبي أحمد خطاباً سياسياً توحيدياً ابتعد فيه عن التعصب القومي، وتمكّن من تثبيت أركان حكمه بالاعتماد على الأجهزة الأمنية التابعة لقومية التيغري القوية التي دعمته لتحصل على مكاسب ومراكز في الدولة في منافسة خصومها من القوميات الأخرى، وأوجد تحالفاً عسكرياً ناجحاً مُوالياً له داخل الجيش يتكون من مجموعة ضباط تمت ترقيتهم إلى جنرالات من قوميات مختلفة تمكنوا من الإطاحة برئيس الأركان السابق الذي كان يتصرف كقائد عسكري متفرد بالسلطة، ثمّ أخذ بتعيين قادة لأجهزة الأمن والاستخبارات من الموالين له مُستعيناً بأنظمة وبرامج كمبيوترية تجسسية، وقام بعد ذلك بتوسيع دائرة نفوذه بتعيين قيادات من جميع القوميات حتى المُهمّشة منها، وهو ما أدّى إلى تثبيت دعائم حكمه بشكلٍ أقوى.
أما خارجيا فقد قام وبتوجيه أمريكي بإنهاء النزاع مع الجارة إريتريا الذي أرهق الدولة، وأخّر نهوضها، فلاقت هذه الخطوة ارتياحاً شعبياً كبيراً.
ثمّ شرع بخصخصة القطاعات العامة للدولة لتتمكن الشركات الأمريكية والغربية من النفاذ بسهولة ويسر للاقتصاد الإثيوبي الكبير، بعيداً عن عوائق البيروقراطية العسكرية.
وأخيراً وجّهته أمريكا لمساعدة السودان في نقل هذا النموذج الإثيوبي الجديد في السلطة والقائم على المزج بين النفوذين العسكري والسياسي وإيجاد الاستقرار من خلال اللعبة الديمقراطية للاعبين المُتنفذين من عملاء أمريكا والغرب "عسكريين ومدنيين" للسيطرة على الحكم وتجاوز الثورة الشعبية.
هذه هي إنجازات آبي أحمد التي استحق عليها جائزة نوبل للسلام، وهي كلها كما هو واضح جاءت بتوجيهات أمريكية.
رأيك في الموضوع