استنكر حزب التحرير، التدخل الصلف والمهين للسفراء الأجانب في أدق تفاصيل الحياة السياسية في تونس، وآخرها كان استقبال الرئيس التونسي المؤقت محمد الناصر، وفداً من مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين برئاسة النائب السي لامار هاستنغس، الذي جاهر بحرص بلاده على تركيز مشروعهم الغربي الديمقراطي العلماني لإقصاء الإسلام عن الحكم، حيث قال: إن زيارة وفده "تهدف إلى تأكيد الاهتمام الذي توليه بلاده لنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي في تونس"، مثمّنا "نجاح جهود تونس في مكافحة (الإرهاب) ودورها الاستراتيجي كديمقراطية ناشئة في ضمان وتدعيم الاستقرار في المنطقة عموما". وأكد المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية تونس في بيان صحفي: أن هذه التصريحات أبرزت أن اللعبة الديمقراطية الخبيثة، يرعاها الغرب في بلادنا، حسب مصلحته كيداً وتضليلاً؛ لإقصاء الإسلام عن سدة الحكم، وأن حرصه على مشاركة أهل تونس في الانتخابات يراد منه جعل تونس نموذجا للمسلمين في تثبيت منظومته وحراسة حضارته، حتى لا تنطلق شعوب المنطقة نحو التغيير الجذري المنتج على أساس الإسلام. وختم البيان مخاطبا الأهل في تونس: لقد أكرمكم الله أن كنتم أول الثائرين على الأنظمة المستبدة، فأشعلتم ثورة لا زالت نارها متقدة في المنطقة، تؤرق الكفار المستعمرين، فأتموا ثورتكم بالإسلام وانصروا الله بتطبيق شرعه الحنيف ونبذ النظام الديمقراطي وانتخاباته التي تثبت الاستعمار، لينصركم الله ويثبت أقدامكم، ونحن إخوانكم في حزب التحرير، نستنهض هممكم لتعملوا معنا وتنصرونا، نصرةً تعيد الخلافةَ الراشدة الثانية على منهاج النبوة بعد هذا الملك الجبري الذي نكتوي بناره تحقيقاً لوعد الله سبحانه ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ...﴾.
رأيك في الموضوع