أيها المسلمون: إنكم قد جربتم على مدى عقود وعقود أكاذيب وألاعيب أنظمتكم، التي أزكم فسادها الأنوف وأصبح حديث الصغير والكبير، أفما آن لكم أن تقفوا من هذه الأنظمة الموقف الذي يرضي ربكم ويحفظ لكم دينكم، ويرسل رسالة واضحة للحكام بأنهم إن كانوا سائرين في سخط الله ليرضوا عنهم الغرب الكافر، فليسيروا وحدهم، لأنكم لن تسخطوا الله برضا أحد من خلقه.
إنه لا نجاة لكم إلاّ بالإسلام، ولن يُرفع الظلمُ عنكم إلا بتطبيق شرع الله، فقد جربتم الاشتراكية والرأسمالية والقومية والوطنية، وحال الناس في تقهقر بكل نواحي الحياة، فانبذوا أعلام سايكس بيكو، وارفعوا راية رسول الله e، واعملوا مع حزب التحرير لإقامة شرع الله عن طريق دولة الخـلافة الإسلامية الراشدة التي وحدها فيها خلاصكم، والله معكم ولن يتركم أعمالكم، ﴿يا أيُّها الّذينَ آمَنوا إنْ تَنْصُروا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أقْدامَكُمْ﴾.
أيها المسلمون: لقد أصبح واضحاً أن النظم العلمانية لم تحقق ولن تحقق لكم أمنكم ولن تعطيكم حقوقكم الأساسية، سواء منها الديمقراطيات الغربية أو الأنظمة الدكتاتورية العميلة للغرب في العالم الإسلامي. يجب أن تدركوا أن الذي يضمن حقوقكم وأمنكم هو نظام عادل مبدئي، مرسل من عند خالقكم هو نظام الإسلام الذي يتمثل بدولة الخلافة.
إن حزب التحرير يناشدكم أيها المسلمون أن تقفوا وقفة حق، يرضى عنها اللهُ ورسولهُ، وتكونوا صفاً واحداً منيعا في مواجهة كافة التحديات والضغوط التي تُمارَس عليكم والهادفة إلى انتهاك حقوقكم الأساسية، والتي يبرز فيها مدى الكره العميق والعداء للإسلام والمسلمين. ويدعوكم أيضا للعمل مع العاملين لاستئناف الحياة الإسلامية في دولةِ خلافة راشدة في بلاد المسلمين، تضمن لكم حقوقكم، وترعاكم وترعى أمنكم، وتقودكم إلى عزّ الدنيا والآخرة. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾.
ويا أصحابَ القُوةِ والمنعة: إن مسئوليتكم ليست حماية الحكومات، التي تعمل على مساندة الاستعمار في استعباده لشعوبكم وبلادكم، بل إن واجبكم هو حماية الإسلام وبلاد المسلمين، وضمان أن لا نظام سوى الإسلام يكون حاكما للمسلمين. إننا نطالبكم بإعطاء حزب التحرير النصرة كي نحكم بالإسلام ولا شيء غيره عن طريق دولة الخلافة، وهذا هو الفوز العظيم.
﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.
إننا في حزب التحرير ندعوكم لما فيه عزكم وخلاصكم وطاعة ربكم، ندعوكم لنبذ أنظمة الكفر كلّها نبذ النواة والعودة لشرع الله سبحانه بالعمل مع حزب التحرير لإقامة دولة الخلافة على منهاج النبوة التي هي وعد ربكم وبشرى نبيكم الكريم، وكيد عدوكم، وطريقكم لنيل عز الدنيا وثواب الآخرة.
﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّـهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَمَن لَّا يُجِبْ دَاعِيَ اللَّـهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الْأَرْضِ وَلَيْسَ لَهُ مِن دُونِهِ أَوْلِيَاءُ أُولَـئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ﴾.
رأيك في الموضوع