أطلق المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير يوم الجمعة، 19 جمادى الأولى 1440هـ الموافق 25 كانون الثاني/يناير 2019م، حملة واسعة لتسليط الضوء على حقيقة الصراع بين الصين والمسلمين في تركستان الشرقية التي تتعرض لحملات من المذابح الصينية منذ عام 1863م، فقد قتل من الإيغور المسلمين أكثر من مليون مسلم في المواجهات التي تمت في عام 1949م عندما استولى النظام الشيوعي الصيني بقيادة ماو تسي تونج؛ حيث ألغى استقلال الإقليم، وجرى ضمه لجمهورية الصين، كما جرى تفريغ الإقليم من سكانه المسلمين وتوزيعهم على أقاليم داخلية في الصين. ولكن المسلمين الإيغور قويي الشكيمة لم يستسلموا للصينيين، فكانت ثوراتهم سنة 1933 و1944، والانتفاضات المستمرة في الإقليم ضد الاحتلال الصيني كما كان سنة 2009م. إن الإسلام هو السبب الرئيسي لشديد حقد الصينيين على الإيغور المسلمين، فكانت المساجد هي البؤر التي تنفث فيها الصين حقدها على الإسلام، فقد هدمت ما يقدر بـ(25 ألف) مسجد سنة 1949م، ولم يبق في هذا الإقليم الشاسع إلا حوالي 500 مسجد. واليوم وبعد تنصل الصين من نصف شيوعيتها "الاقتصاد" إلا أن ملاحقة أي مظهر من مظاهر التدين، خاصة لدى الشباب الإيغور، ظلت هي السياسة الفعلية التي تمارسها الصين في الإقليم.
وعلى الرغم من كل ذلك فقد استمرت حيوية المسلمين في تركستان الشرقية بشكل مكّن من إعادة المظاهر الإسلامية للحياة خاصة في الأرياف، واستمرت الاضطرابات تعصف بالإقليم بين الحين والآخر، وتجعله إقليماً مميزاً بعدم الاستقرار بسبب التفجيرات وأعمال العنف ضد الدولة المحتلة وثبات التوجه للانفصال عن الصين، فكان الخاصرة الأضعف للدولة من الداخل. وفي المقابل تراقب الصين تفاصيل الحياة للمسلمين الإيغور، وتمنع الإعلام من رصد عمليات الإعدام والاعتقالات الوحشية التي تنفذها في ظلمة تفرضها قسراً على الإقليم، وتتعقب المسلمين الإيغور الذين فروا منها وأصبح لهم صوت في الخارج، وتحت ذرائع (الإرهاب) فقد تمكنت من اعتقال الكثير منهم عبر القنوات الأمنية الدولية، لا سيما من بلدان آسيا الوسطى وباكستان.
إن المؤلم هو أن هذه الأعمال الوحشية الصينية ضد المسلمين الإيغور تتم على مرأى ومسمع ملايين المسلمين في العالم دون أن يؤثروا في رفع هذه الأعمال الوحشية، وذلك لأن ملايين المسلمين متناثرون لا تجمعهم دولة الأمة، دولة الإسلام، دولة الخلافة الراشدة المفقودة التي يجب على كل مسلم أن يعمل لإعادتها، ومن ثم إيجاد الخليفة، الإمام، الذي يرعى الشئون بحقها، يتقى به ويقاتل من ورائه كما جاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله e: «وَإِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ يُقَاتَلُ مِنْ وَرَائِهِ وَيُتَّقَى بِهِ»، وحينذاك لن تجرؤ الصين ولا غير الصين أن تؤذي مسلماً لأنها تدرك أن الصاع سيكال لها صاعين، والله قوي عزيز.
أيها المسلمون؛ شاركونا في حملتنا هذه وانشروا موادها على أوسع نطاق ممكن، علَّ دوي ندائنا يصل لآذان ثلة صادقة من أبنائنا أهل القوة والمنعة، فيلبوا نداء الداعي إلى الله، وينصروا دينه بإقامة دولة الحق، دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.
رأيك في الموضوع