نشر موقع (بي بي سي عربية، الأحد، 17 ربيع الأول 1440هـ، 25/11/2018م) خبرا مفاده أن "صحيفة صنداي تايمز نشرت نقلا عن قناة بي بي سي البريطانية مقالا للكاتب البريطاني رود ليدل بعنوان: "الإمارات بلد متوحش ولكن يجب أن نبقيه حليفا لنا" ويقول إن "معظم حلفاء بريطانيا غير الأوروبيين وغير الأمريكيين دول سيئة ليس في وسعها الاختيار حالها حال غيرها من الدول". وقال: "يمكننا أن ندعو للتغيير في السعودية والإمارات، ولكن علينا أن نعلم أنهما مصدر خبزنا".
الراية: هذه هي عقلية الغربيين النفعيين، عقلية مستعمرين متوحشين، لا يهمهم إلا تأمين مصالحهم، بل نهب ثروات الآخرين. فهم لا تهمهم ديمقراطيتهم في سبيل مصالحهم، فديمقراطيتهم الفاسدة التي يتلاعبون بها وحرياتهم السياسية التي يتشدقون بها ليست مهمة إذا كانت هناك مصلحة أكبر منها، لأن النفعية هي مقياس الأعمال لدى الرأسماليين الديمقراطيين الذين أزكمت رائحتهم الأنوف. إن كاتب المقال يظهر صلف الغربيين وتغطرسهم وسوء أخلاقهم والاستهزاء بالبلد الحليف لهم وإهانته واحتقاره، فيقول: إن "معظم حلفاء بريطانيا غير الأوروبيين وغير الأمريكيين دول سيئة السمعة". فالغربيون يحتقرون الآخرين بمن فيهم عملاؤهم ويعتبرونهم سيئين. فلا يكترثون من ردة فعل العملاء في الإمارات ولا في أي بلد إسلامي! فقد أهان الرئيس الأمريكي ترامب حكام آل سعود ونظامهم وكرر الإهانة لهم مرات، ومع ذلك يضحك ولي عهد مملكة آل سعود كالأبله. إن الغربيين أقاموا هذه الدول السيئة في البلاد الإسلامية، حتى تبقى مرتبطة بهم وخادمة لهم وسوقا لبضائعهم ومصدر خبزهم. ونصبوا عليها حكاما سيئين أذلاء حتى يبقوا خُدّاما عملاء مهما أهانهم سيدهم المستعمر، فيطأطئون رؤوسهم بذل، لأنهم باعوا دينهم بدنياهم ودنيا أسيادهم، حيث لا يهم العميل إلا أن يجلس على كرسي الحكم ويستبد بأمته مشبِعاً نهمه في حب الجاه وجمع المال.
رأيك في الموضوع