يقول الله سبحانه وتعالى: ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ﴾.
منعطفات خطيرة تمر بها ثورة الشام، مؤامرات قذرة ومخططات خبيثة يحوكها أعداء أمتنا ضد الثورة وأهلها، قتل وتدمير، تهجير وتشريد، تآمر وتخاذل من القريب والبعيد، ومال سياسي قذر صودرت به قرارات وإرادات الفصائل وباتت أيديها مكبلة.
ولقد خلفت هذه المؤامرات اليأس في نفوس بعض أهل الشام، واليأس هو آفة فتاكة ما أصابت أمة إلا وأهلكتها، حيث إن وقع اليأس على النفوس أخطر من قصف الطائرات والبراميل المتفجرة والصواريخ.
وقد بين الله سبحانه وتعالى أن اليأس لا يدخل قلوب المؤمنين، فقال تعالى: ﴿إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾.
فكيف نيأس ونحن في كفالة الله سبحانه وتعالى؟!، قال رسول الله e: «إِنَّ اللهَ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ».
كيف نيأس وأجنحة الملائكة تظللنا؟! قال رسول الله e: «إِنَّ الْمَلَائِكَةَ بَاسِطَةٌ أَجْنِحَتَها عَلَى الشَّامِ».
كيف نجزع ونحن في عقر دار الإسلام؟! قال رسول الله e: «أَلَا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ».
يا أهلنا في الشام المبارك: الصبر الصبر على ما خرجتم وضحيتم لأجله بالنفس والنفيس، ألا وهو إسقاط النظام البعثي العميل، وإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، التي يعز فيها أهل الطاعة والإيمان ويذل بها أهل الكفر والطغيان.
وحتى تتكلل ثورة الشام بالنصر والتمكين وبتحقيق هذا الهدف العظيم لا بد لها من قيادة سياسية مخلصة واعية من أبنائها الذين لم يركنوا يومًا إلى دول الكفر وأعوانهم، ولم يتقاعسوا عن كشف مؤامراتهم وتحذير أهل الشام منها، فكانوا دوما النذير العريان والرائد الذي لا يكذب أهله.
رأيك في الموضوع