أكدت مجلة الوعي في كلمة العدد 381 - السنة الثالثة والثلاثين – شوال 1439هـ – حزيران 2018م: أن الغرب تعامل مع الثورات بمقدار ما تمثله من خطر يمسُّ استعماره للمنطقة وتشكيلها تهديدًا فعليًا لحضارته، إذ اعتبرها ثورة أمة واحدة على كل حكامها وأنظمة حكمهم، وأضافت: "لما كان للخلافة الإسلامية، دورها السابق المشهود على المسرح الدولي، فإن سائر الدول الفاعلة، كروسيا والصين والهند، تجاوبت مع الدعوة الغربية لحرب عالمية على عودة الإسلام إلى مسرح الحياة من جديد تحت شعار محاربة (الإرهاب). بقتل وتدمير لكسر إرادة المسلمين في التغيير الجذري. بموازاة إعادة تقسيم بلادهم طائفيا وعرقيا وبحدود دموية وبفرض الترحيل القسري واللعب بورقة الخلافة المزعومة، وقيام أدعيائها بأبشع الجرائم، للقضاء على فكرة الأمة الواحدة، وإقامة الخلافة الراشدة فيها. ضمن مخطط أمريكي لشرق أوسط جديد، تركيا وإيران ليست في مأمن منه، والدور مقبل عليهما، بالرغم من أن حكامهما يخدمان أمريكا حتى النخاع". وأوضحت: أن "أكثر أدوات الغرب إيلامًا حكامه العملاء، يساعدهم الوسط السياسي المنتفع، من بقايا علمانيين لا يعتد بهم، و(معتدلين) يفهمون الإسلام على طريقته، ولن يكون لهم أثر في صد أمواج التغيير العارمة، خاصة أن العالم قد أصبح الآن أمام معادلة ثابتة تقول: إن الإسلام آن أوان ولادته من جديد، وأن المبدأ الرأسمالي الغربي دنا أجله، ومن هنا كان تعامل الغرب، فقد حول حياة الناس إلى جحيم في كل بلد قامت فيه ثورة، واستطاع أن يمنعها من تحقيق أهدافها حتى الآن، لكنه لم يستطع أن ينتصر عليها". وختمت افتتاحية الوعي مؤكدة: أن الغلبة في الصراع الدائر اليوم في المنطقة، لا تكون لقوة السلاح، وإنما لقوة الفكرة وصدقها، ووعي المسلمين على التي ما يخافها الغرب، الخلافة التي بشر بها رسول الله e، فقال في ختام حديثه المشهور: «ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلافَةُ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ، ثُمَّ سَكَتَ».
رأيك في الموضوع