على إثر الأحداث الدامية التي يمر بها مخيم عين الحلوة للاجئي فلسطين في لبنان، أصدر المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان، يوم الاثنين 29 من ذي القعدة 1438هـ، 21 آب/أغسطس 2017م، بيانا بعنوان: "أمن مخيم عين الحلوة هو مسؤولية السلطة اللبنانية"، ابتدأه بوصف الحالة الصعبة التي يعيشها المخيم، فقال: "تعيش بقعة من أرض لبنان (مخيم عين الحلوة) حالة من القتل والتدمير، حتى إن كافة المحاولات لسحب فتيل المعارك كان يتم إفشالها من قبل أطراف داخل السلطة اللبنانية على رأسهم حزب إيران في لبنان. وكانت آخر تلك المحاولات إفراغ المخيم من المطلوبين لدى السلطة عبر ربط ملفهم بالصفقة التي أتمتها الدولة مع المقاتلين في جرود عرسال، لكن هذه المحاولة أفشلها حزب إيران".
ثم تحدث البيان عن نظرة السلطة اللبنانية الأمنية والعنصرية للمخيم فقال: "إن نظرة السلطة اللبنانية لمخيم عين الحلوة هي نظرة أمنية غير إنسانية تجلت في بناء الحائط وتركيب البوابات، ولا يشبه هذه النظرة إلا تلك الموجودة عند كيان يهود تجاه أهل غزة والضفة الغربية... وعلاوة على ذلك النظرة إلى عين الحلوة من زاوية عنصرية طائفية، فتارة يتم اتهام أهل فلسطين (المسلمين) بأنهم هم من أشعل الحرب الأهلية اللبنانية، مع أن القاصي والداني يعلم أن السبب الأساسي للحرب الأهلية في لبنان هو هشاشة الكيان اللبناني والطائفية المقيتة المتجذرة فيه، وتارة أخرى يتم التحريض على مخيم عين الحلوة بالذات بوصفه يشكل تهديدا لمحيطه وبوصفه يشغل ثلث أراضي بلدة درب السيم النصرانية!!"
وكذلك أكد البيان أن أمن مخيم عين الحلوة هو مسئولية السلطة في لبنان، بل وأنها هي المتهم الأول فيما يحصل في المخيم من اقتتال وما يلحق به من دمار، فقال: "إن مسؤولية أمن مخيم عين الحلوة تقع أولاً وآخراً على السلطة اللبنانية. وإن تخلي هذه السلطة عن مسؤولياتها تجاه أهل المخيم وإلقاءها على لجان أمنية لا حول لها ولا قوة هي محاولة من محاولات عدة لتيئيس أهل المخيم ودفعهم إلى واقع مزرٍ مثل الذي شاهدناه في اعتصام أهل المخيمات أمام السفارات الغربية لفتح باب الهجرة لهم... إن الأسلحة والذخيرة وحتى العناصر التي يتم إدخالها واستعمالها في المعارك المتجددة، لا يتم إسقاطها من الجو إلى داخل المخيم بل تمر على حواجز السلطة اللبنانية... وهكذا تكون السلطة اللبنانية هي المتهم الأول في ما يحصل داخل المخيم اليوم. وهدف السلطة أصبح أكثر من واضح وهو كسر عزيمة أهله سياسيا ومعنويا ليتم إخضاعه أمنيا لسلطة العنصريين والطائفيين بعد أن تم إخضاع كل من بيروت وصيدا وطرابلس وعرسال".
ثم عن النظرة التي يجب أن تنظر بها السلطة اللبنانية لمخيم عين الحلوة وأهله، قال البيان: "إن أهل مخيم عين الحلوة هم إخوة الدين والنسب والقرابة، كما هم أهل سوريا، بل كل بلاد الشام، وإن مسؤولية أمنهم هي مسؤولية سياسية تقع على عاتق الدولة اللبنانية وليست مسؤولية أمنية كما هو حاصل اليوم...إن المسؤولية السياسية هي مسؤولية رعاية إنسانية لمن عاشوا في هذا البلد فوق بعض ما عاش فيه من يسمون أبناءه".
رأيك في الموضوع