إزاء هذا الوضع العام من الموت والمرض والهلع الذي تسبب به فيروس كورونا، سمحت بعض الدّول الأوروبية أن يُرفع الأذان بشكل علني لأول مرة حيث كان سابقا يتمّ داخل المساجد فقط دون استخدام مكبّرات الصّوت. والحقيقة أن هذه المبادرات التي جاءت في ثوب التضامن والتآزر والتعايش مع مختلف الأديان إنّما هي إقرار باستحالة فصل الدّين عن الحياة. إن الرأسمالية بقوانينها الوضعية والتشريعات المادّية البحتة أقصت النّاحية الرّوحية وأهملت الجوانب النفسية والأخلاقيّة في الإنسان وتغافلت عن حاجته إلى الخالق المدبر، فالتجأت أوروبا للأذان ودق الأجراس لسد عجز الرأسمالية عن تقديم المعالجات الكافية للبشر في ظل هكذا ظروف. إن هذه الاستغاثة إنما هي إدراك بأن اللجوء لا يكون إلا للمسبِّب؛ إلى الله، فهو القادر على بعث هذه الطّمأنينة والإحساس بالحماية والشعور بالأمل وعدم القنوط من رحمته. إن هذا الفيروس أثبت بالمحسوس لكل من لا زالت قلوبهم معلقة بالغرب ونظامه وكل من صنف الدين في خانات الصوم والزكاة والصلاة والحج وغيّبه في بقية مجالات الحياة، أنّ العقل البشري، مهما بلغت درجات علمه ونبوغه، تمنعه محدوديته في ظل المتغيرات والتطورات التي تحدث في الحياة البشرية من وضع حلول شاملة ومتكاملة تصلح لفترة زمنية كبيرة. لذلك وجب على الإنسان أن يخضع للذي لا يتغيّر؛ لله وحده وليس لأي قوّة أخرى.
رأيك في الموضوع