نشر موقع (اليوم السابع، 19 شعبان 1438هـ، 16/05/2017م) خبرا ورد فيه: "أكد الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية، أن قضية تجديد الخطاب الديني من القضايا المحورية لأن المجتمعات لا تقف بل يطالها التغيير والتطور، ولا بد أن يدرك العلماء العلاقة بين النص الشرعي والواقع.
وقال «علام»، في حديث لوكالة أنباء الشرق الأوسط بالجزائر اليوم الثلاثاء، إن «قضايا التجديد هي قضايا محورية لأن الله سبحانه وتعالى يسخر للأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها أمر دينها، وفي رواية أخرى يجدد لها دينها كما قال رسول الله e، وقضية التجديد هي قضية لازمة للمجتمعات، فالمجتمعات لا تقف بل تتغير باستمرار وتشهد تطورا دائما على مدار الساعة».
وأضاف: «التغيرات المتلاحقة والمتتالية تحدث بسرعة كبيرة في ظل التطور التكنولوجي المعاصر، ومن ثم لا بد من إيجاد العقل المنضبط الذي يعالج هذا التغير في إطار الأصول الشرعية فننطلق من الأصول الشرعية المعتمدة والمنضبطة وبعقلية منضبة أيضا بمناهج ثابتة متوارثة عقب الأجيال مع مراعاة ذلك التطور الحاصل».
وتابع بالقول: «لأننا إذا وقفنا وتجمدنا عند الماضي وقلنا إننا نعالج قضايانا المعاصرة التي اختلفت جذريا عن القضايا السابقة بنفس العقلية وبنفس الحلول التي كانت موجودة في الأزمنة السابقة نكون قد جمدنا الشريعة، والشريعة متكاملة وصالحة ومن ثم لا بد من معالجتها لكل قضية تطرأ في الكون لكن تحتاج إلى رجال وعلماء كي يدركوا العلاقة ما بين النص الشرعي وبين الواقع»."
الراية: إن الثورة الدينية التي يقودها السيسي ويروج لها، تظهر واضحة جلية في تصريحات ومواقف علماء الأزهر والإفتاء المتعاقبة، والتي الهدف من خلفها هو أن ينسلخ المسلمون من دينهم أو من الجانب العملي فيه على وجه أدق ليرضى الغرب عنهم، فلا إشكالية عند الغرب إنْ صلّى المسلمون وصاموا وحجوا وزكوا وتصدقوا، شريطة أن يبقى هذا هو سقف تدينهم وفهمهم لإسلامهم، بحيث لا يتعدون به أبواب المسجد ولا حدود الشعائر التعبدية الفردية، ولا يفكرون فيما ينبثق عنه من أحكام تنظم شئونهم وتضبط سلوكهم.
صحيح أن التجديد هو أمر حتمي ولازم ولكن كيف ومتى وبمن؟! وكيف نقرر أن ما نراه هو تجديدٌ حقيقةً وليس خداعا وتضليلا للأمة لتبقى عقودا أخرى خاضعة للكافر المستعمر؟
إن الوحي قد انقطع بموت رسول الله e بعد أن بلغ دعوته وأتمّ رسالته، قال تعالى: ﴿الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ فقد أكمل الله سبحانه وتعالى لنا ديننا وأتم علينا نعمته، والمطلوب منا هو المحافظة على هذا الدين وتطبيقه وحمله رسالة هدى ونور ورحمة للعالم أجمع، بالدعوة والجهاد كما فعل رسول الله e وصحبه الكرام، فالحفاظ على الإسلام وبقاؤه مطبَّقا في دولة تلزم الناس بتنفيذ أحكامه، وتطبقه عليهم تطبيقا كاملا شاملا، هو واجب على الأمة الإسلامية، ومتى غابت هذه الدولة التي تطبق الإسلام أصبح تجديدها واجباً على الأمة وإلا تأثم الأمة بعمومها حتى تقام، اللهم إلا من أقامها أو مات متلبسا بالعمل لإقامتها، وهذا العمل لا يقوم به حكام خونة ارتموا في أحضان الغرب ولا علماء سوء ساروا في ركابهم، بل يقوم به الواعون المخلصون من أبناء الأمة كشباب حزب التحرير الذين يحملون همها ويسعون لنهضتها وإعادة عزها وسيادتها، ولا يجوز أن يسند مثل هذا الأمر لعلماء منافقين أدعياء يأكلون على موائد الحكام العملاء.
رأيك في الموضوع