كانت تونس قد شهدت جدلا واسعا حول إمكانية اغتيال الموساد للمهندس التونسي، انتهى السبت بإعلان كتائب القسام أنه كان أحد المهندسين الذين أشرفوا على مشروع طائرات "أبابيل" في الكتائب، ووصفته بأنه "شهيد المُقاومة" و"شهيد تونس والأمّة"، وفق نص البلاغ الذي صدر عن الجناح العسكري لحركة حماس.
وشهدت العاصمة تونس، الأحد، تحرّكا احتجاجيا على خلفية ما اعتبره المُشاركون فيه "صمتا غير مقبول" من الحكومة، مُستنكرين تجاهل وسائل الإعلام التونسية لهذا الحدث. (عربي 21)
أكدت وسائل إعلام في كيان يهود دور الزواري في تطوير القدرات العسكرية لحماس؛ فقد ذكرت القناة الثانية في كيان يهود وموقع "واللا" العبري أنه شارك في معسكرات الحركة في كل من سوريا ولبنان وكان كثير التردد على تركيا.
وأضافت أنه زار قطاع غزة ثلاث مرات عبر الأنفاق فقدم للمقاومة الفلسطينية معلومات مهمة وأشرف على تطوير برنامج القسام العسكري، ولا سيما مشروع "طائرات أبابيل" حيث برزت قدراته الهندسية ونبوغه التكنولوجي... (الجزيرة نت، بتصرف بسيط)
الراية: أيا كان الذي دبر ونفذ عملية اغتيال الشهيد المهندس محمد الزواري رحمه الله، سواء أكان الموساد أم غيره من القوى الغربية الاستعمارية الأخرى التي تسرح وتمرح في تونس، وتجوبها طولا وعرضا، بشبكاتها الإجرامية ومرتزقتها المأجورين، فالمؤكد أنّه كان للزواري رحمه الله دور في مساعدة المقاومة في فلسطين من خلال حركة حماس وهو ما أكدته الحركة وادعته صحف في كيان يهود، وإن في هذا دلالة كبيرة.
حيث فيه دلالة واضحة على العمق الإسلامي لقضية فلسطين، وأنّ كل ما بذله الغرب ويبذله هو وأذنابه وأدواته من الرويبضات حكام المسلمين وأشباه الحكام ومنظمة التحرير الفلسطينية من محاولات لجعل قضية فلسطين محصورة بأهل فلسطين أو بمنظمة التحرير أو بفصائل معينة قد باءت بالفشل، فهذا الزواري رحمه من تونس وهو أحس بانتمائه لقضية فلسطين وأنها ليست قضية (وطنية) أو فصائلية، بل هي قضية أمة ذات عمق عظيم، فلم يبخل عليها بعلمه الذي حاول به مساعدة المقاومة ونجح في ذلك. وهو ما يعزز حقيقة أنّ الأمة الإسلامية ما زالت تعتبر فلسطين وكل قضايا المسلمين من مثل قضية الشام وأراكان وليبيا وتركستان الشرقية واليمن وكشمير والعراق وغيرها، تعتبرها كلها قضاياها دون أن يفصلها عنها حدود وسدود صنعها الغرب والحكام لتفرقة الأمة، وإنه وإن كانت الأمة تتفاوت في درجة إحساسها بالانتماء تجاه قضايا المسلمين، ولكنها تحس أنها كلها قضاياها، وهذا هو الأصل وتلك هي الحقيقة التي يدركها الغرب ويحاول التعمية عليها بكل ما أوتي من قوة.
وأما الجانب الآخر في القصة وهو كون من نفذ الاغتيال الموساد أم غيره من القوى الغربية، فهو يعزز حقيقة قبح الأنظمة العربية وتخاذلها عن تبني مصالح وقضايا الأمة، فحكام تونس الجدد كما المقبورين والفارين قد أسلموا البلاد للأعداء وفتحوها مرتعا ومسرحا لكل طامع عدو، في حين ضيقوها على أهلها وألجأوهم إلى الانتحار أو الفرار.
فاللهم هيئ لهذه الأمة من يجمع شملها ويوحد صفوفها ويستعمل قدراتها وطاقاتها لما فيه خير الأمة والعالم.
رأيك في الموضوع