قال عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة المغربية إن "على الغرب أن يعلم أن الشعوب الإفريقية لم تعد تقبل أن تُستغل، داعيا "الأفارقة إلى تجاوز مخلفات الاستعمار والاستقلال الشكلي خلال المرحلة الانتقالية التي تمر بها القارة".
جاء ذلك في كلمة له، يوم السبت الماضي، في افتتاح الاجتماع السابع للجنة الدائمة لمجلس الأحزاب السياسية الإفريقية، الذي انعقد يومي السبت والأحد الماضيين بالعاصمة الرباط، بمشاركة ممثلين عن أحزاب سياسية من السودان والسنغال وكينيا وإثيوبيا، والنيجر والمغرب.
ودعا بنكيران الدول الإفريقية إلى "تجاوز مخلفات مرحلة الاستعمار التي تميزت بنهب الخيرات وإذلال الإنسان الإفريقي"، كما دعا إلى تجاوز ما سماه "مرحلة الاستغلال التي عرفت استقلالا شكليا في بعض الأحيان للدول الإفريقية مع استمرار الهيمنة والغطرسة الغربية على الدول الإفريقية والتعامل مع نخب فاسدة سمحت للأقوياء بأن يستغلوا الخيرات وفي نفس الوقت قمعت الشعوب وحرمتها من أن تحدث النهضة والتقدم المشروع الذي تستحقه". وأضاف أن "إفريقيا تمر من مرحلة انتقالية، لا بد لها فيها من أن تختار الصحيح، طريق الاستقلال الحقيقي والديمقراطية والنهضة".
وتابع قائلا "يجب على الغرب أن يعلم أن شعوبنا لم تعد تقبل أن تكون سريرا لمستغليها، الذين يأتون لاستغلال ثرواتها وخيراتها، ويخلفون الفقر والأزمات السياسية". ودعا الدول الإفريقية إلى أن يكونوا شركاء حقيقيين، معتبرا أن "هذه الشراكة تضمن للأفارقة أن يكونوا أقوى في مواجهة الآخر ومفاوضته من موقع قوة". (وكالة الأناضول)
الراية: نعم إن الشعوب التي عانت الويلات من السياسات الاستعمارية للدول الغربية لم تعد تقبل باستمرارها، وهي تتوق للتحرر من نفوذها والانعتاق من ربقة التبعية لها، ولكن كيف يتم تجسيد توجه تلك الشعوب؟؟ ما هو دور حكام تلك الشعوب في تنفيذ ذلك التوجه؟ فإذا كان هؤلاء الحكام يسيرون في تنفيذ السياسات الغربية وفي تطبيق النظم الغربية في الحكم والاقتصاد وغيرها كما هو الحال في المغرب ومصر والجزائر وغيرها، فكيف تتحرر تلك الشعوب من الاستعمار؟ إن أهم أداة تعتمد عليها الدول الغربية في هذه الأيام تتمثل بالحكام العملاء الذين يمنعون شعوبهم من التحرر من التبعية لتلك الدول.
رأيك في الموضوع