قال مصدر دبلوماسي جنوب سوداني، يوم الأربعاء الماضي، إن وزير الخارجية الأمريكي جون كيري اتفق أثناء اجتماعه مع عدد من نظرائه بدول الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا "إيغاد" يوم الاثنين 22 آب/أغسطس في العاصمة الكينية نيروبي على نشر قوات حفظ سلام إقليمية في دولة جنوب السودان اعتبارا من أيلول/سبتمبر المقبل، مع تعهد أمريكا بتحمل كل الالتزامات المالية لذلك.

وذكر المصدر أن مهمة تلك القوات ستكون فرض الأمن وحماية المسؤولين الكبار في حكومة جنوب السودان. ونقل مراسل وكالة أنباء الأناضول عن المصدر الذي شارك في الاجتماع قوله إن الحضور اتفقوا على عقد اجتماع لوزراء خارجية دول إيغاد في نيروبي نهاية آب/أغسطس الجاري لبحث تطبيع العلاقات بين الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه المقال رياك مشار، يليه اجتماع آخر لرؤساء الأركان في تلك الدول لوضع الترتيبات الخاصة بنشر القوات الإقليمية في جوبا خلال أيلول/سبتمبر المقبل.

وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه إن جون كيري تعهد خلال اجتماع الاثنين بأن تتحمل بلاده كل الالتزامات المالية لقوات حفظ السلام الإقليمية المقدر عددها بأربعة آلاف جندي تعتزم دول إيغاد نشرها في جوبا، والضغط لفرض عقوبات على أي طرف يرفض نشر تلك القوات. (الجزيرة نت)

الراية:لقد بات واضحا أن أمريكا تعمل لإحكام سيطرتها على جنوب السودان وطرد النفوذ البريطاني منه، وذلك من خلال أدواتها في الاتحاد الأفريقي.. فإن أمريكا هي التي كانت وراء تشكيل دول "إيغاد" للقوة الأفريقية لنشرها في جنوب السودان، ولإعطاء تلك الخطوة بعدا شرعيا على الصعيد الدولي، ضغطت على مجلس الأمن لتبني تلك الخطوة، فقد أجاز مجلس الأمن الدولي في 12 آب/أغسطس الحالي إرسال 4000 جندي إضافي إلى جنوب السودان، وكان قيام مجلس الأمن بذلك بحسب مشروع قرار صاغته الولايات المتحدة تضمن تهديدا بفرض حظر على الأسلحة في حال أعاقت حكومة جنوب السودان نشر هذه القوة الإضافية. ولعل ما يوضح التوجه الأمريكي الذي نشير إليه هو ما ورد على لسان السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامنثا باور التي أشارت إلى أن «كل» الدول الـ 15 الأعضاء في المجلس «يجب أن تدعم» بلدان «السلطة الحكومية للتنمية الإقليمية» (إيغاد) في أفريقيا التي اقترحت تعزيز قوة الأمم المتحدة. وقالت باور إن «هذا الاقتراح من المنطقة، يؤمن نقطة انطلاق لإعادة بيئة آمنة في جوبا، وهو أمر أساسي ليحقق أطراف النزاع تقدماً في تطبيق اتفاق السلام».