ولدى وصوله إلى وارسو للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي قدم أوباما تعازيه لعائلة الشاب الأسود الذي قتل في ولاية مينيسوتا (شمال) بأربع رصاصات أطلقها عليه شرطي غداة مقتل شاب أسود آخر في لويزيانا (شمال) بنفس الطريقة. وأعرب الرئيس الأمريكي عن أسفه لأن الولايات المتحدة شهدت "مرات كثيرة مآسي مماثلة".
وإذ ذكر بأن الأمريكيين من غير البيض هم الأكثر عرضة للاعتقال أو التفتيش أو القتل على أيدي الشرطة، دعا أوباما مواطنيه البيض إلى عدم اعتبار الموضوع شأنا يهم الأقليات فقط.
وقال "هذه ليست فقط مشكلة السود. هذه ليست فقط مشكلة الهسبانيين. هذه مشكلة أمريكية يجب أن تهمنا جميعا". وأضاف "علينا جميعا أن نقول إن بإمكاننا أن نقوم بما هو أفضل فنحن نستحق ما هو أفضل". ودافع الرئيس الأمريكي عن مقترحات الإصلاح التي أعدها البيت الأبيض العام الماضي، داعيا جميع الولايات إلى الأخذ بها. (فرانس 24)
الراية: إن دعوة الرئيس الأمريكي لإصلاح جهاز الشرطة لا تشكل حلا لمشكلة العنصرية في أمريكا، بل إنه في اعتباره السود أقلية يكرس المشكلة بدل حلها، إذ إن آفة العنصرية لا يتم حلها من خلال القيام بعملية إصلاح في جهاز من الأجهزة، ولا حتى في سن قوانين تجرّم التصرف على أساس عنصري، هذا على فرض وجود قوانين تنظر نظرة واحدة إلى سكان البلد بصرف النظر عن عرقهم، فحقيقة المشكلة إنما تنبع من المبدأ الرأسمالي الذي لا يحتوي على مفاهيم من شأنها أن تصهر جميع الناس في بوتقة واحدة لتزول معها النظرة العنصرية، بل إنه ركز مفهوم "تفوق الرجل الأبيض على الأسود"، ولذلك لم تستطع الجماعات التي نشأت ولا الثورات التي قامت ضد النظرة العنصرية في معالجتها.. ولا يحتاج المرء إلى كثير تتبع لإدراك مدى عشعشة العنصرية في عقول الأمريكيين ومشاعرهم أو في مؤسسات الدولة وأجهزتها.. فالتمييز على أساس عنصري غاية في الوضوح في أمريكا، سواء من حيث نسبة الفقر في أوساط الذين هم من أصل إفريقي أو من حيث العاطلون عن العمل أو من حيث التمييز في العقوبات القضائية أو من حيث ممارسة الشرطة وكثير من المؤسسات للعنصرية.. إن العلاج الجذري لتلك الآفة الخطيرة التي تفتك في أي مجتمع تسود فيه هو في اعتناق فكرة كلية تنظر نظرة واحدة إلى الناس بصرف النظر عن أعراقهم، وهذا ليس موجودا إلا في الإسلام العظيم الذي جاء من عند خالق الإنسان، والذي لا وجود فيه لمفهوم الأقلية. قال الله سبحانه وتعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾وقال e : «لاَ فَضْلَ لِعَرَبِىٍّ عَلَى أَعْجَمِىٍّ وَلاَ لِعَجَمِىٍّ عَلَى عَرَبِىٍّ وَلاَ لأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلاَ أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلاَّ بِالتَّقْوَى».
رأيك في الموضوع