مؤتمر حزب التحرير في الشام
ثورة الشام ثورة أمة نحو إقامة الخلافة على منهاج النبوة
عقد حزب التحرير / ولاية سوريا مؤتمره الأول تحت شعار "ثورة الشام ثورة أمة نحو إقامة الخلافة على منهاج النبوة" بمناسبة الذكرى الرابعة والتسعين على هدم الخلافة على يد عميل الإنجليز مصطفى كمال سنة 1924م، وقد أثبت المؤتمر وعي أهل الشام وشوقهم لعودة الخلافة الراشدة، وقدرة حزب التحرير على حشد المسلمين خلف هذا المشروع العظيم مشروع الأمة الإسلامية، حيث شهد حضورا واسعا من مختلف المناطق رغم الصعاب ورغم المخاطر التي أحاطت بالمؤتمر، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على اهتمام كبير من المسلمين في أرض الشام بمستقبل ثورتهم وحرصهم على أن تتوج هذه الثورة وهذه التضحيات بنظام يرضي الله سبحانه وتعالى، والاستعداد لتقديم مزيد من التضحيات في سبيل إقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة.
وقد أتى هذا المؤتمر في مرحلة تشهد فيها الأمة الإسلامية عامة وثورة الشام خاصة وعيا عاما على إسلامها، حيث أصبحت الأمة الإسلامية تدرك أكثر من أي وقت مضى عظم الجريمة التي ارتكبها أعداء الاسلام بحقها عندما أسقطوا دولتها، وصارت تدرك أكثر من أي وقت مضى حاجتها لعودة الخلافة الثانية على منهاج النبوة، فصارت الخلافة مطلبا ملحا للمسلمين بعد أن خضعوا لظلم النظام الرأسمالي فذاقوا منه العذاب والذل والهوان. كما أتى هذا المؤتمر في مرحلة تشهد فيها الأمة الإسلامية عامة وثورة الشام خاصة مؤامرة كبيرة عليها، في محاولة لاحتوائها وحرفها عن مسارها، تتمثل في صمت دولي رهيب أمام المجازر الرهيبة التي يرتكبها سفاح العصر بشار بحق المسلمين في أرض الشام، ومحاولة حثيثة لشراء بعض القادة العسكريين عن طريق ضخ كبير للأموال تحت مسمى الدعم، وتحرك دولي لعقد المؤتمرات التي يحاول أن يخرج منها بكيانات جديدة تسوَّق على أنها الممثل الشرعي والوحيد لثورة الشام المباركة، وتسويق شخصيات سياسية تكون رأس حربة في حرف هذه الثورة عن مسارها وتثبيت المشروع الغربي المتمثل بدولة مدنية ديمقراطية تفصل الدين عن الحياة؛ لكن هذه المحاولات باءت كلها بالفشل أمام ثبات أهل الشام ووعيهم على المخططات التي تحاك ضدهم؛ فقد كان الرد واضحا من خلال الحضور الذي شهده مؤتمر الخلافة الأول الذي أكد على شوق الأمة الإسلامية للانعتاق من الاستعمار بكافة أشكاله، وشوقها لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتستعيد زمام المبادرة من جديد فتعود كما كانت خير أمة أخرجت للناس.
لقد ولى زمن الحكم الجبري وأوشك ظلامه أن يزول بإذن الله، وجاء الوقت لتشرق شمس الخلافة من جديد لتنير ظلام ليل أسود حل على الأمة الإسلامية بعد سقوط خلافتها ولتطوي صفحة سوداء من تاريخ الأمة الإسلامية المشرق.
بقلم: أحمد عبد الوهاب
رأيك في الموضوع