يا علماء المسلمين: أنتم ورثة الأنبياء، قد حملتم أمانة عظيمة طوقت أعناقكم، ستسألون عنها يوم القيامة، ألا وهي بيان حكم الله في كل أمر من أمور المسلمين العامة والخاصة، والصدع بهذا الحكم دون خوف من أحد، ودون رغبة في شيء إلا نيل رضوان الله تعالى.
يا علماء المسلمين: إن فلسطين هي أرض خراجية؛ لذلك فإن ملك رقبتها للأمة الإسلامية جمعاء إلى يوم الدين، وحق المسلمين فيها ليس حقا قانونيا مستمدا من الأمم المتحدة بل هو حق إلهي، وواجب المسلمين تجاهها هو واجب شرعي عقدي، وليس واجبا أخلاقيا أو إنسانيا أو قوميا أو عرقيا كما يطرح البعض.عُ الْبَصِيرُ﴾، والمسجد الأقصى هو ثالث الحرمين الشريفين، فهو حرم مقدّس مثل الحرم المكي والحرم المدني، وقد قال رسول الله ﷺ عنه: «لَا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ: مَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَمَسْجِدِي هَذَا»؛ لذلك فإنّه كما يقصد المسلمون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف يقصدون المسجد الأقصى؛ لذلك فإن احتلال يهود له هو احتلال لأرض مقدسة، وليس كاحتلال أي أرض إسلامية أخرى مهما كانت غالية على المسلمين وأهلها، فاحتلاله كاحتلال الحرم المكي أو المدني، وعليه فإن احتلال يهود للأرض المباركة فلسطين وتدنيسهم الدائم والمستمر للمسجد الأقصى هو أمر عظيم، يستدعي من الأمة الإسلامية بذل الغالي والنفيس لتحريره.
يا علماء المسلمين: إن قضية فلسطين هي قضية احتلال واغتصاب، وحل مثل هذه القضايا من الناحية الشرعية هو فقط بالجهاد، أي القتال لتحريرها كما فعل صلاح الدين الأيوبي رحمه الله، فهي ليست قضية سياسية أو خلافية بين شعبين متنازعين على قطعة أرض هنا أو هناك، فلا تُحل بالحوار أو بالحلول الوسط أو نحو ذلك، لذلك فإن الذي يتحاور مع يهود ويتفاوض على الأرض المباركة هو خائن لله ولرسوله وللمؤمنين، والذي يقبل بحل، أي حل، غير استعادة كل الأرض المباركة، هو مفرّط بعقيدته وبدينه وبعرضه، وعليه فإن الذي يقبل بالحل الأمريكي الذي يقول بحل الدولتين، هو أيضا خائن لله ولرسوله وللمؤمنين، لأنه لم يتعامل مع القضية باعتبارها أرضاً يجب تحريرها كاملة، وحل الدولتين يقوم على التنازل عن أكثر من ثمانين في المائة من الأرض المباركة مقابل عشرين في المائة للسلطة الفلسطينية العلمانية.
يا علماء المسلمين: إن واجب الجهاد وقتال يهود من أجل تحرير الأرض المباركة هو على الأمة الإسلامية قاطبة، فأهل فلسطين مستضعفون وهم ليسوا أصحاب الأرض وحدهم، بل الأمة جميعها، والجهاد واجب على القادر والمستطيع من الأمة، والقدرة والاستطاعة موجودة في جيوش الأمة الإسلامية، فالجيوش هم أبناء هذه الأمة ودرعها وحماتها، وعليهم واجب الجهاد للدفاع عن الأمة واستعادة مقدساتها وتحرير بلادها، لذلك فإن واجب العلماء هو دعوة جيوش المسلمين للنفير لقتال يهود وقتلهم كما أمر رسول الله ﷺ «تُقَاتِلُونَ الْيَهُودَ حَتَّى يَخْتَبِيَ أَحَدُهُمْ وَرَاءَ الْحَجَرِ فَيَقُولُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا يَهُودِيٌّ وَرَائِي فَاقْتُلْهُ». وفلسطين وأهلها ليست مشكلتهم في المال والطعام كما يروج المتخاذلون ممن يرسلون المال والغذاء ويستنكفون عن إرسال الجيوش. ﴿إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ﴾.
رأيك في الموضوع